هو: أبو عبدالله، وقيل: أبو طالب يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وأمه: ريطة بنت عبدالله بن محمد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
صفته (ع)
قال السيد أبو طالب عليه السلام: كتب يوسف بن عمر إلى عامله نصر بن سيار على خراسان يطلبه، فذكر له حليته، وقال: (هو قطط الشَّعَر، حسن اللحية حين استوت لحيته) وكان عليه السلام مثل أبيه صلوات الله عليه في الشجاعة وقوة القلب في مبارزة الأبطال، وله مقامات مشهورة بخراسان أيام ظهوره بها في حروبه من قتل الشجعان الذين بارزوه والنكاية على الأعداء الذين قاتلوه.
ذكر بيعته ونبذ من سيرته (ع)
لما استشهد أبوه عليه السلام خرج من الكوفة متنكرًا مستترًا مع نفر من أصحابه، فدخل خراسان، وانتهى إلى (بلخ) ونزل على الحريش بن عبدالرحمن الشيباني.
وكتب يوسف بن عمر يطلبه إلى نصر بن سيار فكتب نصر إلى عامله عقيل بن معقل الليثي عامله على بلخ يطلبه، فذكر له أنه في دار الحريش، فطالبه بتسليمه منه، فأنكر أن يكون عارفًا بمكانه، فضُرِبَ ستمائة سوط فلم يعترف، فقال: والله لا أرفع الضرب عنك إلا أن تسلمه أو تموت، فقال له حريش رحمه الله: (والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتهما، فاصنع ما بدا لك)!! فلما خشي ابن الحريش على أبيه دس إليه بأنه يدل عليه إن أفرج عن أبيه، فدل عليه، وأخِذ وحمله إلى نصر بن سيار فقيَّدَه وحبَسَه، وكتب بخبره إلى يوسف بن عمر، فكتب يوسف إلى الوليد بن يزيد بذلك، فكتب إليه الوليد يأمره بالإفراج عنه، وترك التعرض له ولأصحابه، فكتب يوسف إلى نصر بما أمره به، فدعاه نصر وحل قيده، فقال له: لا تثر الفتنة، فقال له عليه السلام: وهل فتنة في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من فتنتكم التي أنتم فيها من سفك الدماء والشروع فيما لستم له بأهل، فسكت نصر وخلى سبيله، فخرج من عنده وجاء إلى (بيهق) وأظهر الدعوة هناك وبايعه فيها سبعون رجلا واجتمع إليه نفر، فكتب نصر إلى عمرو بن زرارة بقتاله، وكتب إلى قيس بن عباد عامل (سرخس)، وإلى الحسن بن زيد عامل (طوس) بالانضمام إليه، فاجتمعوا وبلغ القوم زهاء عشرة آلاف، وخرج يحيى بن زيد عليهما السلام فقاتلهم وهزمهم، وقتل عمرو بن زرارة واستباح عسكره وأصاب منهم دواب كثيرة.
وروي عن بعض أصحاب يحيى عليه السلام قال: كنَّا مع يحيى بن زيد عليهما السلام والرضوان بخراسان قال: فقدمنا سبعون أو ثمانون رجلاً يوم لقي عمرو ابن زرارة قال: وكان لقيه بخراسان في مقدمته ونحن سبعة عشر فارسا أو ثمانية عشر قال: فلقينا عمرو بن زرارة في أربعة آلاف أو خمسة آلاف قال: فتلقانا حرب بن محربة أو نصر بن حرب، قال: فكأني أنظر إلى شيخ ضخم قد جاء براية فركزها، ثم نادى: يا أيها الناس، إن فريق عمرو بن زرارة يدعوكم إلى الأمان، وهذه راية الأمان فمن جاءه فهو آمن، قال: فكنت في آخرهم فأضرط به الذي كان بين أيدينا قال: فوالله ما أعلم إلا أني قد سمعتها، قال: ثم لحقنا يحيى ابن زيد عليهما السلام، وأرسل إلى عمرو بن زرارة: انصرف عني فإني لست أريدك ولا أريد شيئا من عملك، وإنما أريد بلخ وناحيتها، ولا أريد (مرو) فتنح عني، قال: فقال عمرو بن زرارة: والله لا يكون ذلك أبدا إلا أن تعطني بيدك وتدخل في الأمان وإلا قاتلتك، قال: فكأني أنظر إلى يحيى بن زيد عليهما السلام، وأسمع صوته من خلفي وهو ينادي الجنة الجنة يا معشر المسلمين، الحقوا بسلفكم الشهداء المرزوقين رحمكم الله، قال: ثم حمل عليهم حملة رجل واحد فانكشفوا، قال: واستقبلنا عمرو بن زرارة يصيح بأصحابه، قال: فما كانت إلا إياها حتى قتل عمرو بن زرارة، وانكشف أصحابه وأخذوا الطريق حتى أتى يحيى ابن زيد عليهما السلام (الجوزجان)، قال: ثم لحق بعد قوم من الزيدية بيحيى بن زيد عليه السلام قال: وكانوا قريبا من خمسين ومائة رجل، ونزل عليه السلام قرية من قرى الجوزجان يقال لها: (أرعوى) ولحق به جماعة من عساكر خراسان.
وبايعوه، وبقي أمره مديدة يسيرة.
وروى السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن الحسيني رحمة الله عليه بإسناده إلى يعقوب بن عدي، قال: خرج رجل من أهل الشام فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل من أص حاب يحيى فقتله، ثم خرج إليه آخر فقتله، ثم خرج إليه يحيى فقال: يا ابن اللخناء إنك لشديد المجاحشة عن سلطان بني أمية، فضربه يحيى فقتله.
وروى بإسناده أيضًا عن بعضهم قال: رأيت يحيى بن زيد عليهما السلام حمل على رجل من أهل الشام فضربه على فخذه فقطع درعه وفخذه البتة حتى وصل إلى جنب الدابة.
وكان من كلامه عليه السلام لأصحابه في بعض مواقفه أن قال: يا عباد الله، إن الأجل محضره الموت، وإن الموت طالب حثيث لا يفوته الهارب، ولا يعجزه المقيم، فاقدموا رحمكم الله إلى عدوكم، والحقوا بسلفكم الجنة الجنة، أقدموا ولا تتكلوا، فإنه لا شرف أشرف من الشهادة، فإن أشرف الموت قتيل في سبيل الجنة، فَلْتَقَرّ بالشهادة أعينكم، وَلْتنشرح للقاء الله صدوركم. قال الراوي: ثم نهد، فكان والله أرغب أصحابه في القتل في سبيل الله جل ثناؤه.
ذكر أولاده ووفاته (ع)
أولاده عليه السلام:
قال السيد أبو طالب عليه السلام: الذي أجمع عليه أصحاب الأنساب من الطالبيين وغيرهم أنه وَلدَ: أم الحسن، وهي حسنة، وأمها: محبّة بنت عمر بن علي بن الحسين، وقال غيرهم: له أحمد، والحسن، والحسين، درجوا وهم صغار، وأم الحسين درجت صغيرة، وأجمعوا على أن لا بقية ليحيى عليه السلام وأن ولده انقرضوا.
ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره عليه السلام:
اجتمع على حربه عليه السلام الجيوش الذين أنفذهم نصر بن سيار بالجوزجان، فقاتلهم عليه السلام ثلاثة أيام بلياليها أشد قتال، حتى قُتِل أصحابه وأتته نشابة في جبهته، رماه رجل من موالي عنزة يقال له: عيسى، ووجده سورة بن محمد الكندي، فحز رأسه وحمل رأسه إلى مروان الحمار.
وكان قتله في شهر رمضان عشية الجمعة بعد الصلاة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: سنة خمس، وصلب بدنه على باب مدينة الجوزجان.
وكان له يوم قتل ثمان وعشرون سنة، وعرض عليه أن يتزوج فكان يقول: هيهات وأبو الحسين مصلوب بكناسة الكوفة ولم أطلب بثأره.
ولم يزل مصلوبًا إلى أن ظهر أبو مسلم الخراساني، فأنزله وغسّله وكفّنه، ودُفِن (بأنبير) ومشهده معروف بالجوزجان مزور.
وتتبع أبو مسلم قتلته فقيل له: إن أردت ذلك فعليك بالديوان، فدعا أبو مسلم بالجرائد، فنظر من شهد قتل يحيى عليه السلام فلم يدع أحدًا منهم إلا قتله، وأخذ الرجلين اللذين رماه أحدهما وأخذ الأخر رأسه، فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما وأمر بتسويد الثياب، وأن يناح عليه سبعة أيام، وروي أن في تلك السنة لم يولد مولود ذكر في خراسان إلا سمي بيحيى إعظامًا له عليه السلام. ذكر ذلك كله السيد أبو طالب عليه السلام.
وروى الإمام المنصور بالله عليه السلام أن قاتل يحيى عليه السلام كان قد رأى في منامه قبل قتله ليحيى عليه السلام أنه رمى نبيًّا فقتله، فلما أصبح أخبر من أخبر بذلك من أصحابه، ثم غل يده إلى عنقه، وأقام كذلك مدة من الزمان حتى خرج يحيى عليه السلام، واجتمعت، الجنود الظالمة لحربه، فقال له بعضهم: قد قام هذا الخارجي ولا غناء لنا عن رميك فاخرج معنا فإذا انقضت الحرب عدت لحالك، فخرج فكان هو القاتل ليحيى بن زيد عليهما السلام.
ذِكْرُ نُكَتٍ مِنْ كَلامِهِ وَسِيْرَتِهِ عليه السلام
ومن شعره عليه السلام:
خليليَّ عنَّا بالمدينة بلغا ... بني هاشم أهل النهى والتجارب
فحتى متى مروان يقتل منكم ... سراتكم والدهر فيه العجائب
لكل قتيل معشرٌ يطلبونه ... وليس لزيدٍ في العراقين طالب
وقال عليه السلام يخاطب نفسه:
يا ابن زيد أليس قد قال زيد: ... من أحب الحياة عاش ذليلاً؟
كن كزيد فأنت مهجة زيد ... تتخذ في الجنان ظلا ظليلاً
أراد عليه السلام بقوله: أليس قد قال زيد: ما روي أن زيد بن علي عليهما السلام قال لما خرج من عند هشام بن عبدالملك: ((من أحب البقاء استدثر الذل إلى الفناء)).
قائمة بأئمة الزيدية بحسب المنطقة
هو: أبو عبدالله، وقيل: أبو طالب يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وأمه: ريطة بنت عبدالله بن محمد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
صفته (ع)
قال السيد أبو طالب عليه السلام: كتب يوسف بن عمر إلى عامله نصر بن سيار على خراسان يطلبه، فذكر له حليته، وقال: (هو قطط الشَّعَر، حسن اللحية حين استوت لحيته) وكان عليه السلام مثل أبيه صلوات الله عليه في الشجاعة وقوة القلب في مبارزة الأبطال، وله مقامات مشهورة بخراسان أيام ظهوره بها في حروبه من قتل الشجعان الذين بارزوه والنكاية على الأعداء الذين قاتلوه.
ذكر بيعته ونبذ من سيرته (ع)
لما استشهد أبوه عليه السلام خرج من الكوفة متنكرًا مستترًا مع نفر من أصحابه، فدخل خراسان، وانتهى إلى (بلخ) ونزل على الحريش بن عبدالرحمن الشيباني.
وكتب يوسف بن عمر يطلبه إلى نصر بن سيار فكتب نصر إلى عامله عقيل بن معقل الليثي عامله على بلخ يطلبه، فذكر له أنه في دار الحريش، فطالبه بتسليمه منه، فأنكر أن يكون عارفًا بمكانه، فضُرِبَ ستمائة سوط فلم يعترف، فقال: والله لا أرفع الضرب عنك إلا أن تسلمه أو تموت، فقال له حريش رحمه الله: (والله لو كان تحت قدمي هاتين ما رفعتهما، فاصنع ما بدا لك)!! فلما خشي ابن الحريش على أبيه دس إليه بأنه يدل عليه إن أفرج عن أبيه، فدل عليه، وأخِذ وحمله إلى نصر بن سيار فقيَّدَه وحبَسَه، وكتب بخبره إلى يوسف بن عمر، فكتب يوسف إلى الوليد بن يزيد بذلك، فكتب إليه الوليد يأمره بالإفراج عنه، وترك التعرض له ولأصحابه، فكتب يوسف إلى نصر بما أمره به، فدعاه نصر وحل قيده، فقال له: لا تثر الفتنة، فقال له عليه السلام: وهل فتنة في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من فتنتكم التي أنتم فيها من سفك الدماء والشروع فيما لستم له بأهل، فسكت نصر وخلى سبيله، فخرج من عنده وجاء إلى (بيهق) وأظهر الدعوة هناك وبايعه فيها سبعون رجلا واجتمع إليه نفر، فكتب نصر إلى عمرو بن زرارة بقتاله، وكتب إلى قيس بن عباد عامل (سرخس)، وإلى الحسن بن زيد عامل (طوس) بالانضمام إليه، فاجتمعوا وبلغ القوم زهاء عشرة آلاف، وخرج يحيى بن زيد عليهما السلام فقاتلهم وهزمهم، وقتل عمرو بن زرارة واستباح عسكره وأصاب منهم دواب كثيرة.
وروي عن بعض أصحاب يحيى عليه السلام قال: كنَّا مع يحيى بن زيد عليهما السلام والرضوان بخراسان قال: فقدمنا سبعون أو ثمانون رجلاً يوم لقي عمرو ابن زرارة قال: وكان لقيه بخراسان في مقدمته ونحن سبعة عشر فارسا أو ثمانية عشر قال: فلقينا عمرو بن زرارة في أربعة آلاف أو خمسة آلاف قال: فتلقانا حرب بن محربة أو نصر بن حرب، قال: فكأني أنظر إلى شيخ ضخم قد جاء براية فركزها، ثم نادى: يا أيها الناس، إن فريق عمرو بن زرارة يدعوكم إلى الأمان، وهذه راية الأمان فمن جاءه فهو آمن، قال: فكنت في آخرهم فأضرط به الذي كان بين أيدينا قال: فوالله ما أعلم إلا أني قد سمعتها، قال: ثم لحقنا يحيى ابن زيد عليهما السلام، وأرسل إلى عمرو بن زرارة: انصرف عني فإني لست أريدك ولا أريد شيئا من عملك، وإنما أريد بلخ وناحيتها، ولا أريد (مرو) فتنح عني، قال: فقال عمرو بن زرارة: والله لا يكون ذلك أبدا إلا أن تعطني بيدك وتدخل في الأمان وإلا قاتلتك، قال: فكأني أنظر إلى يحيى بن زيد عليهما السلام، وأسمع صوته من خلفي وهو ينادي الجنة الجنة يا معشر المسلمين، الحقوا بسلفكم الشهداء المرزوقين رحمكم الله، قال: ثم حمل عليهم حملة رجل واحد فانكشفوا، قال: واستقبلنا عمرو بن زرارة يصيح بأصحابه، قال: فما كانت إلا إياها حتى قتل عمرو بن زرارة، وانكشف أصحابه وأخذوا الطريق حتى أتى يحيى ابن زيد عليهما السلام (الجوزجان)، قال: ثم لحق بعد قوم من الزيدية بيحيى بن زيد عليه السلام قال: وكانوا قريبا من خمسين ومائة رجل، ونزل عليه السلام قرية من قرى الجوزجان يقال لها: (أرعوى) ولحق به جماعة من عساكر خراسان.
وبايعوه، وبقي أمره مديدة يسيرة.
وروى السيد أبو الحسين يحيى بن الحسن الحسيني رحمة الله عليه بإسناده إلى يعقوب بن عدي، قال: خرج رجل من أهل الشام فدعا إلى البراز فخرج إليه رجل من أص حاب يحيى فقتله، ثم خرج إليه آخر فقتله، ثم خرج إليه يحيى فقال: يا ابن اللخناء إنك لشديد المجاحشة عن سلطان بني أمية، فضربه يحيى فقتله.
وروى بإسناده أيضًا عن بعضهم قال: رأيت يحيى بن زيد عليهما السلام حمل على رجل من أهل الشام فضربه على فخذه فقطع درعه وفخذه البتة حتى وصل إلى جنب الدابة.
وكان من كلامه عليه السلام لأصحابه في بعض مواقفه أن قال: يا عباد الله، إن الأجل محضره الموت، وإن الموت طالب حثيث لا يفوته الهارب، ولا يعجزه المقيم، فاقدموا رحمكم الله إلى عدوكم، والحقوا بسلفكم الجنة الجنة، أقدموا ولا تتكلوا، فإنه لا شرف أشرف من الشهادة، فإن أشرف الموت قتيل في سبيل الجنة، فَلْتَقَرّ بالشهادة أعينكم، وَلْتنشرح للقاء الله صدوركم. قال الراوي: ثم نهد، فكان والله أرغب أصحابه في القتل في سبيل الله جل ثناؤه.
ذكر أولاده ووفاته (ع)
أولاده عليه السلام:
قال السيد أبو طالب عليه السلام: الذي أجمع عليه أصحاب الأنساب من الطالبيين وغيرهم أنه وَلدَ: أم الحسن، وهي حسنة، وأمها: محبّة بنت عمر بن علي بن الحسين، وقال غيرهم: له أحمد، والحسن، والحسين، درجوا وهم صغار، وأم الحسين درجت صغيرة، وأجمعوا على أن لا بقية ليحيى عليه السلام وأن ولده انقرضوا.
ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره عليه السلام:
اجتمع على حربه عليه السلام الجيوش الذين أنفذهم نصر بن سيار بالجوزجان، فقاتلهم عليه السلام ثلاثة أيام بلياليها أشد قتال، حتى قُتِل أصحابه وأتته نشابة في جبهته، رماه رجل من موالي عنزة يقال له: عيسى، ووجده سورة بن محمد الكندي، فحز رأسه وحمل رأسه إلى مروان الحمار.
وكان قتله في شهر رمضان عشية الجمعة بعد الصلاة سنة ست وعشرين ومائة، وقيل: سنة خمس، وصلب بدنه على باب مدينة الجوزجان.
وكان له يوم قتل ثمان وعشرون سنة، وعرض عليه أن يتزوج فكان يقول: هيهات وأبو الحسين مصلوب بكناسة الكوفة ولم أطلب بثأره.
ولم يزل مصلوبًا إلى أن ظهر أبو مسلم الخراساني، فأنزله وغسّله وكفّنه، ودُفِن (بأنبير) ومشهده معروف بالجوزجان مزور.
وتتبع أبو مسلم قتلته فقيل له: إن أردت ذلك فعليك بالديوان، فدعا أبو مسلم بالجرائد، فنظر من شهد قتل يحيى عليه السلام فلم يدع أحدًا منهم إلا قتله، وأخذ الرجلين اللذين رماه أحدهما وأخذ الأخر رأسه، فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما وأمر بتسويد الثياب، وأن يناح عليه سبعة أيام، وروي أن في تلك السنة لم يولد مولود ذكر في خراسان إلا سمي بيحيى إعظامًا له عليه السلام. ذكر ذلك كله السيد أبو طالب عليه السلام.
وروى الإمام المنصور بالله عليه السلام أن قاتل يحيى عليه السلام كان قد رأى في منامه قبل قتله ليحيى عليه السلام أنه رمى نبيًّا فقتله، فلما أصبح أخبر من أخبر بذلك من أصحابه، ثم غل يده إلى عنقه، وأقام كذلك مدة من الزمان حتى خرج يحيى عليه السلام، واجتمعت، الجنود الظالمة لحربه، فقال له بعضهم: قد قام هذا الخارجي ولا غناء لنا عن رميك فاخرج معنا فإذا انقضت الحرب عدت لحالك، فخرج فكان هو القاتل ليحيى بن زيد عليهما السلام.
ذِكْرُ نُكَتٍ مِنْ كَلامِهِ وَسِيْرَتِهِ عليه السلام
ومن شعره عليه السلام:
خليليَّ عنَّا بالمدينة بلغا ... بني هاشم أهل النهى والتجارب
فحتى متى مروان يقتل منكم ... سراتكم والدهر فيه العجائب
لكل قتيل معشرٌ يطلبونه ... وليس لزيدٍ في العراقين طالب
وقال عليه السلام يخاطب نفسه:
يا ابن زيد أليس قد قال زيد: ... من أحب الحياة عاش ذليلاً؟
كن كزيد فأنت مهجة زيد ... تتخذ في الجنان ظلا ظليلاً
أراد عليه السلام بقوله: أليس قد قال زيد: ما روي أن زيد بن علي عليهما السلام قال لما خرج من عند هشام بن عبدالملك: ((من أحب البقاء استدثر الذل إلى الفناء)).
