من هو الإمام زيد
هو: زيد بن علي سيد العابدين بن الحسين الشهيد سيد شباب أهل الجنة بن سيد العرب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، ودون نسبه فلق الصباح الأنور، بل شعاع الشمس والقمر، آباؤه سادة كلهم بنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
أما أبوه: علي بن الحسين رضي الله عنه، فروينا فيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيد العابدين، فيقوم علي بن الحسين)).
وأما جده: الحسين فهو سيد شباب أهل الجنة، كما ورد به الأثر عن سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما علي بن أبي طالب عليه السلام، فهو سيد العرب، لما روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلا قال له: يا سيد العرب، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب)).
وهذا هو النسب العالي، والجوهر الفائق الغالي، ولبعضهم:
آمل أن يعطيني ربّي أقصـى أملي | بحب زيد بن عليّ بن الحسين بن علي |
وأمه: أم ولد اسمها: (جيدا)، شراها المختار بن أبي عبيد بثلاثين ألف درهم، فقال: ما أرى أحدا أحق بك من علي بن الحسين رضي الله عنه، فبعث بها إليه، فلما وصلت إليه عرضها على بعض ولده، وكان إذا ترعرع أحد منهم شرى لهم الجواري، فلما أحسّت بذلك قالت: أريد الشيخ، فاستخلصها عليه السلام لنفسه. وفي الرواية عنه عليه السلام أنه أصبح ذات يوم فقال لأصحابه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلتي هذه فأخذ بيدي فأدخلني الجنة فزوجني حوراء فواقعتها فعلقت، فصاح بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي؛ سمّ المولود منها زيدا، فما قمنا حتى أرسل المختار بأم زيد شراؤها ثلاثون ألفا. وروي أن علي بن الحسين رضي الله عنه كان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس، فجاءوه يوم ولد زيد، فبشّر به بعد صلاة الفجر، قال: فالتفت إلى أصحابه، فقال: أي شيء ترون أن أسمي هذا المولود؟ قال: فقال كل منهم: سمّه كذا، سمه كذا، فقال: يا غلام؛ عليَّ بالمصحف، قال: فجاءوا بالمصحف فوضعه في حجره، ثم فتحه فنظر إلى أول حرف في الورقة، فإذا فيه: ﴿وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ [النساء:95]، ثم أطبقه، ثم فتحه ثانية فنظر في أول الورقة: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١١١]، قال: هو والله زيد فسمّي: زيدا. . . وكانت ولادته عليه السلام سنة خمس وسبعين.