Skip to content

لماذا طلب موسى الرؤية؟

تاريخ النشر: سبتمبر 17, 2025
رقم الملف: 12751

وقوله عزَّ من قائل في الجواب على موسى حين قال: ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي﴾[الأعراف:143]، فنفى سبحانه الرؤية على العموم، والسبب في طلب موسى للرؤية أن بعض سفهاء بني إسرائيل ألحوا على موسى عليه السلام في طلب رؤية الله تعالى جهرة، وتماماً كما حكى الله سبحانه ذلك عن بني إسرائيل في قوله: ﴿فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ…﴾ [النساء:153].

فبسبب ذلك الطلب والإلحاح سأل موسى الرؤية، وإنما أراد بسؤاله الرؤية إقناع الملحين عليه بالجواب من عند الله، ولم يسألها لنفسه، ودليل ذلك قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: ﴿أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا..﴾ [الأعراف:155].

فأفادت هذه الآية أن طلب الرؤية قد كان من فعل السفهاء، لا من فعله صلوات الله عليه.

فإن قيل: إذا كان الأمر كذلك فلماذا أصابته الصاعقة معهم؟

ولماذا تاب بعد الإفاقة كما حكى الله تعالى ذلك في قوله: ﴿فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ… الآية﴾ [المائدة:143]؟

قلنا: قد تحقق مما سبق أن سؤال الرؤية فعل السفهاء، وإنما موسى عليه السلام سفير وواسطة بينهم وبين الله عز وجل، وبناء على ذلك فإصابة الصاعقة لموسى عليه السلام قد كانت:-

1- إما لأنه طلب الرؤية من غير استئذان من الله في طلبها.

2-وإما لأن السفارة في مثل ذلك لا تجوز.

فكان الحقيق بموسى أن يتعامل معهم كما تعامل أولاً حين سألوه أن يجعل لهم آلهة، من غير أن يستجيب لهم إلى ما أرادوا من السؤال والطلب لرؤية الله، فكانت الاستجابة لهم معصية لما فيها من إيهام جواز الرؤية.

Loading