قالوا: المعنى أن الله لا يدلهم على الهدى، ولا يدخلهم فيه، ولا يدعوهم إليه.
قلنا: المعلوم من ضرورة الدين أن الله تعالى قد دعا الكفار جميعاً وغيرهم إلى الإيمان به والتصديق برسله، وذلك بما أرسل إليهم من الرسل، وأنزل من الكتب، وقد قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17].
وقال سبحانه: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]، وقال تعالى فيما يحكيه: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا…الآية} [الملك: 8- 9] إلى غير ذلك من الآيات.