تفسير قوله تعالى: ﴿وما تشاؤون إلا أن يشاء الله... الآية﴾
تاريخ النشر: سبتمبر 18, 2025
رقم الملف: 12795
هذه الآية في المعنى كالآية السابقة، فمشيئة الإنسان محدودة، لا تستطيع الوصول إلى مشيئة الإيمان الصحيح، والعقائد الحقة، والعمل بشرائع الإسلام الموصلة إلى السعادة الأبدية في جنات النعيم، وإلى السلامة من العذاب الأليم، ولولا مشيئة الله تعالى لإرسال الرسل وإنزال الكتب لهداية الخلق إلى ذلك لحار الناس وضلّوا وهلكوا. فمشيئة الإنسان للهدى متوقفة على مشيئة الله لإرسال الرسل، وإنزال الكتب وبيان الدين والشرائع، فأهل مكة وأهل المدينة قبل أن يُبعث إليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن لهم قوة ولا قدرة على مشيئة الإسلام والهدى، فلما شاء الله تعالى أن يرسل إليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وينزل إليهم الهدى استطاعوا حينئذ أن يشاءوا الهدى والعمل بشرائع الإسلام