Skip to content

بحث خاص في الرؤية

تاريخ النشر: سبتمبر 17, 2025
رقم الملف: 12747

أن الله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة

والله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ وذلك لأنه جل وعلا ليس من الأجناس التي يصح أن ترى.

ومن الأدلة القطعية على نفي الرؤية:

1- أن الرؤية لا تقع إلا على جسم، وقد ثبت أن الأجسام محدثة؛ لما فيها من دلائل الحدوث، التي هي الأعراض المحدثة: كالتركيب والتشكيل والألوان والحركة والسكون و..إلخ.

وهذه الطبائع تشترك فيها جميع الأجسام، والعقل يقضي قضاءً لا شك فيه ولا ريب أن الرؤية لا تقع إلا على ما كان متصفاً بتلك الصفات، فكل ما وقع عليه البصر لا بد أن يكون على شكل من الأشكال: إما الطول، وإما القصر، أو التربيع، أو التثليث، أو التدوير، أو… إلخ.

ولا بد أن يكون له لون من الألوان يتصف به، ولا بد أيضاً من أن يكون متحركاً أو ساكناً، وقد ثبت أن هذه الصفات محدثة، وثبت أيضاً أنها تلازم الأجسام ولا تنفك عنها، ومن هنا كانت الأجسام كلها محدثة، لذا قلنا إن الله تعالى لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأنه لو رُئي لكان جسماً، ولو كان جسماً لكان محدثاً، تعالى الله عن ذلك، ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ…﴾ [الحديد:3].

2- لو صح أن الله تعالى يُرى لكان في جهة من الجهات ومكان من الأمكنة، لأن الرؤية لا تصح ولا تقع إلى على ما كان في مكان أو جهة، والله تعالى ليس في مكان ولا في جهة؛ إذ هو سبحانه وتعالى خالق الأمكنة والجهات، فهو غني عنها، فقد كان الله تعالى ولا شيء.

Loading