Skip to content

الرد على من قال: الشفاعة لأهل الكبائر

تاريخ النشر: سبتمبر 21, 2025
رقم الملف: 12878

Loading

وقالت المجبرة: إن الشفاعة لا تكون إلا لأهل الكبائر ليعفى عنهم ويدخلون الجنة تفضلاً.

وقال بعضهم: شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل الكبائر من أمته يخرجهم الله تعالى بها من النار إلى الجنة.

والجواب عليهم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ27} [يونس].

فقوله تعالى: {مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} نص في نفي الشافع وغيره.

وفي قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً123} [النساء].

وهذه الآية نص صريح في نفي أي مدافع وناصر وشافع لأهل السيئات من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن الخطاب للصحابة والمسلمين ولأهل الكتاب.

وقوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ18} [غافر]،  و {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ270} [البقرة].

وقد تستدل المجبرة بالاستثناء في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ106 خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ107} [هود] فقالوا: إلا ما شاء ربك من إخراج أهل الكبائر بالشفاعة من النار.

قلنا: الاستثناء قد وقع في حق الذين سعدوا {فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ108} [هود]، وقد وقع الاتفاق على أن أهل الجنة خالدون فيها أبد الآبدين، وأن المراد بالاستثناء في حقهم هو قبل دخول الجنة، وهو وقت وقوفهم في المحشر.

وعلى هذا فيكون المراد بالاستثناء في حق الأشقياء مثل الاستثناء في حق أهل الجنة، والفرق بين التفسيرين تحكم.