الأدلة على خلود من دخل النار
والدليل على ما قلنا وإبطال ما سواه من الأقوال: قوله تعالى في عموم العصاة: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فيها…} [النساء: 14].
وهذه الآية جاءت بعد ذكر المواريث في سورة النساء، والكلام موجه إلى المؤمنين، فإنه قال سبحانه وتعالى في أول الآيات: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ.. ثم قال في آخر ذلك: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ.. إلى قوله: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ… الآيات} [النساء:11-14].
وقال تعالى في سورة النساء وهي مدنية والخطابات فيها للمسلمين: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً… إلى قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً93} [النساء].
وقال سبحانه في رد أماني المتمنين من اليهود وغيرهم: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ80 بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ81} [البقرة].
وقال تعالى للمؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ278… إلى قوله تعالى: وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ275} [البقرة].
وخاطب الله تعالى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين تجادلوا هم واليهود في الخروج من النار: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً123} [النساء].
إلى غير ذلك من الآيات التي حسم الله فيها أطماع الطامعين وأماني المتمنين وهناك الكثير من الأدلة على ما قلنا، من ذلك ما روي في الصحاح: ((من تحسى سماً فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها، ومن تردى من جبل فهو يتردى في جبل في النار خالداً مخلداً، ومن وجأ نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في النار خالداً مخلدا)). وروى البخاري: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسير أربعين عاماً)).