Skip to content

طبقات أئمة الزيدية

تاريخ النشر: سبتمبر 17, 2025
رقم الملف: 12728

الطبقة الأولى:
أولها الإمام زيد بن علي وآخرها الإمام الهادي يحيى بن الحسين وولداه محمد وأحمد، والذين لمعوا في هذه الطبقة: الإمام زيد، والإمام جعفر الصادق، وأبوه محمد الباقر، والإمام القاسم بن إبراهيم وأولاده، والإمام أحمد بن عيسى، والإمام عبدالله بن موسى، والإمام يحيى بن الحسين، والحسين بن علي الفخي، والأئمة محمد وإبراهيم ويحيى وإدريس أبناء عبدالله بن الحسن الكامل، والإمام الناصر الأطروش، والإمام الهادي يحيى بن الحسين وولداه محمد وأحمد.
والطبقة الثانية:
تبتدئ من حيث انتهت الطبقة الأولى، وتنتهي بالإمام الشهيد أحمد بن الحسين صاحب ذيبين.
وقد لمع في هذه الطبقة الإمام أبو العباس الحسني، والإمام المؤيد بالله، والإمام أبو طالب، والقاسم العياني وولده الحسين، وأحمد بن سليمان، وعبدالله بن حمزة، والإمام الشهيد أحمد بن الحسين صاحب ذيبين.
والطبقة الثالثة:
تبتدئ من حيث انتهت الثانية، وتنتهي بالإمام القاسم بن محمد وولداه المؤيد بالله والمتوكل على الله، وقد لمع في هذه الطبقة: الحسن والحسين ابنا بدر الدين، والمطهر بن يحيى، وولده محمد، والمؤيد بن أحمد، وعلي بن المؤيد، وعز الدين بن الحسن، وولده الحسن، وشرف الدين، والقاسم بن محمد وولداه المؤيد والمتوكل.
والطبقة الرابعة:
تبتدئ من حيث انتهت الثالثة وتنتهي بعلي بن محمد العجري ومجدالدين المؤيدي والحسين بن يحيى الحوثي.
وقد عاصرت هؤلاء الثلاثة، وعرفتهم حق المعرفة، وأخذت عنهم جميعاً، وهؤلاء الثلاثة ممن لمعوا في طبقتهم، وقد لمع قبلهم في هذه الطبقة الإمام محمد بن القاسم الحوثي، والمنصور، والمتوكل، وأحمد بن هاشم.
وقد كانت ظروف هذه الطبقة قاسية؛ لجبروت الاحتلال التركي لبلاد الزيدية، ثم قيام ثورة الجمهورية، فلم تسمح الظروف الخانقة لبروز علماء أهل البيت وظهورهم.

  • وتصنيف هذه الطبقات الأربع هو حسب تصوري، ويمكن لغيري أن يصنف غير هذا التصنيف، ويرتب غير هذا الترتيب، ويعدد في كل طبقة أكثر مما عددت وهو مصيب، وأئمة أهل البيت عليهم السلام كلهم نجوم لامعة يهدون إلى الحق القويم، وكل منهم قد نجم في عصره، واشتهر أمره ووضحت حجته، صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته، فهم أهل الفضل والفضائل، وخيرة الله وصفوته من بريته، وحملة دين الله وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
    وأنا وإن لم أعدد إلا بعضهم فليس ذلك لنقص في منازلهم، فهم عندي وعند الصالحين في أعلى المراتب البشرية بعد أنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم وسلامه، وإنما لأن من ذكرتهم كانوا بارزين بأسمائهم في ذاكرتي لكثرة ورود أسمائهم عليها، وتكرر ذكرهم عندها.
    فهذه الطبقات يأخذ كل منها في طريق من سبقه ويهتدي بهديه، ويستأنس بطريقته، ويسترشد برشاده، ويسير بسيرته.
  • وإمام أهل هذه الطبقات جميعاً هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فبه يأتمون، وبهداه يهتدون، وبدينه يدينون.
  • وإنما بدأنا تصنيف طبقات الزيدية من زيد عليه السلام؛ لأن الشيعة كانوا قبل زيد عليه السلام أهل مذهب واحد لا يختلفون، فلما قام زيد عليه السلام اختلفوا فصاروا فرقتين بعد أن كانوا فرقة واحدة؛ ففرقة ناصروا زيداً وشايعوه وجاهدوا معه فسموا زيدية، وفرقة رفضت القيام مع زيد في جهاده وقعدت عنه فسموا إمامية، وسماهم زيد الرافضة؛ لآثار رواها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم.
  • فمنذ ذلك الحين ولدت طبقات الزيدية وبدأ تأريخها، ولا يعني ذلك أن مذهب الزيدية مذهب مستحدث، فمذهب زيد هو مذهب سلفه الصالح الذي أخذه عن أبيه علي بن الحسين، عن جده الحسين، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
  • وقد ترك لنا زيد عليه السلام ذلك المنهج المأثور عن علي، وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
  • وما تزال الزيدية إلى اليوم تستند إلى ذلك، وتعتمد عليه بعد القرآن، وتعتبره أصح الحديث المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن علي عليه السلام.
    يقال: إن الزيدية أخذت علم الكلام عن المعتزلة، وأن زيداً تتلمذ على واصل بن عطاء.
    قلنا: هذه المقولة باطلة، فالزيدية تعلمت أصول دينها عن إمامها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؛ فإنه أول من تكلم في أصول الدين، وأول من أخرج للناس فلسفة العدل والتوحيد، وذلك كلامه في نهج البلاغة الذي لم يترك باباً من أبواب علم الكلام إلا ووضع خطوطه العريضة، وأسس قواعده الفلسفية، وفتح أبوابها.
  • فعنه أخذ الزيدية أصول دينها، وعلى أسسه بنوا قواعدها، وأرسوا بنيانها.
  • بل إن المعتزلة هم الذين أخذوا عن الزيدية، وتعلموا منهم أصول فكرهم الفلسفي، ومبادئ علم الكلام وقواعده، فقد روى الثقات أن واصل بن عطاء أخذ أصول علم الفلسفة عن الحسن بن محمد بن الحنفية، والحسن أخذ عن أبيه محمد بن الحنفية، ومحمد بن الحنفية أخذ عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن واصل أخذ المعتزلة فهو إمامهم الأول.
  • ذكر هذا العلامة المعتزلي ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة، وهذا الكلام هو الجدير بالصدق، والأقرب إلى الحق، وذلك لأمرين:
    1- أن الراوي له هو أحد علماء المعتزلة.
    2- أن أمير المؤمنين عليه السلام هو أول من تكلم في مباحث علم الكلام ودقق وحقق في مباحثه بأساليب منطقية، ولم يؤثر هذا العلم عن أحد غيره لا من الصحابة ولا من التابعين، فمن الجدير بالصحة أن يكون عليه السلام هو إمام الناس جميعاً في هذا العلم الفلسفي الحكيم.
    هذا، وقد قال قوم: إن فقه الزيدية الموجود اليوم مأخوذ من الفقه الحنفي، وهذه المقالة باطلة كسابقتها، وليس لأهل هذه المقالة مستند يستندون إليه في ذلك، ولعل سندهم هو ما يجدونه من التشابه في بعض قواعد الفقه، وفي بعض مسائله، وذلك ليس بحجة على ما يقولون؛ لأن هناك تشابهاً أيضاً بين فقه الشافعية والمالكية وبين فقه المالكية والحنفية، وبين فقه الحنفية والشافعية في كثير من القواعد الفقهية وفي الكثير من المسائل الفقهية، ولم يقل أحد إن ذلك دليل على أن بعضهم أخذ من بعض.
    وليس في أئمة الزيدية قصور في علمهم، ولا في فطنهم عن علماء الحنفية والشافعية والمالكية حتى يستبعد منهم ما أخرجوه من الفقه، وكيف يستبعد ذلك منهم، وقد أوتوا فهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلمه بنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟
    وصح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لهم: ((اللهم اجعل العلم في زرعي وزرع زرعي)).
    وقد نصبهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمة بعده، وجعلهم خلفاءه؛ لسد الفراغ بعد موته يتكلمون بلسانه، ويهدون بهديه، ويبينون للناس الحق عند الاختلاف بشهادة حديث الثقلين وغيره.
    لذلك نقول: إنهم هم أئمة الناس يأخذ الناس عنهم، ولا يأخذون عن أحد.
  • واعلم أن تينك المقالتين إنما قيلتا للخدش في فضل أئمة الزيدية، وللحط من كرامتهم، وللتقليل من شأنهم، ولتنزيل درجاتهم عن درجات غيرهم من أهل المذاهب الإسلامية في الأصول والفروع، وذلك ليرغب الناس عن معارفهم وعلومهم، ولينصرف الناس إلى غيرهم.
    [من ثمار العلم والحكمة للسيد العلامة الحجة/محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله]

Loading