Skip to content

ج-  كذلك يدور كلامٌ مفاده أن الزيدية اليوم هم جارودية، وأنهم قد غيروا وبدلوا عن مذهب زيد عليه السلام؟

تاريخ النشر: سبتمبر 12, 2025
رقم الملف: 12560

الجواب:

أولًا: إن هذا القول كسابقه، غرض صاحبه إعفاء نفسه من المسؤولية، وهو هروب إلى غير مهرب، ونحن نقول له: هب أننا نحن اليوم لسنا على مذهب زيد والعترة عليهم السلام، أكان هذا يعفيك عن التفتيش عن أقوالهم، والنظر في كتبهم، واتباعهم، وتوليهم؛ لأن الذي أمرك الله ورسوله باتباعه هو الحق الذي لا يجوز أن ينقرض، ولا أن يخلو منه عصر من الأعصار، ولا بد من وجوده ووجود من يمثله إلى يوم القيامة، فإذا لم يكن الزيدية اليوم هم الزيدية، ولم يكن العترة هم العترة، فأين هم؟! وقد قال لك النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)).

ثانيًا: إن الجارود بن المنذر كان أحد المبايعين للإمام زيد عليه السلام، بل وأحد تلامذته، وإنه لم يُعلم له أقوالٌ تخالف أو توافق الإمام زيد عليه السلام، ولم يظهر له تلاميذ ينتسبون إليه كمذهب مستقل، ولم نجد أحدًا من العلماء يصرح بأنه جاروديٌ، وإنما وجدنا دعوى بأنه صاحب مذهب في كتب خصوم الزيدية، ونسبوا له أقوال العترة وأتباعهم من الزيدية؛ ليتسنى لهم رميها بالبدعة من دون حرج التعرض للعترة أنفسهم وهربًا من تهمة النصب وهي لازمة لهم في الحالين؛ لأن الواجب عليهم إذ رأوا أن الزيدية لا تتبع العترة أن يبادروا هم إلى اتباعهم والكون معهم وموالاتهم ومعادات عدوهم، وأن ينظروا في حجية أقوالهم في أصول الدين وفروعه؛ ليتعبدوا الله بها فيكونوا من الفائزين الناجين.

Loading