Skip to content

ب-  نسمع دائمًا مقوله: أن الزيدية معتزلة في الأصول وحنفية في الفروع، فهل هذا صحيح؟

تاريخ النشر: سبتمبر 12, 2025
رقم الملف: 12559

الجواب:

هناك تقارب بين الزيدية وبين من ذكرت، فإن أراد هذا القائل أن هناك تشابهًا بين الزيدية و المعتزلة في الأصول، وبين الزيدية والحنفية في الفروع فلا بأس بذلك، وليس بقادحٍ، فالمذاهب فيما بينها تتقارب، لكن اتفاقًا لا تقليدًا، هذا وتفسير التقارب بين الزيدية والمعتزلة هو أن مؤسس المعتزلة واصل بن عطاء كان تلميذًا لأبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية ابن الإمام علي عليه السلام، قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة في سياق إثبات أن مرجع العلوم كلها هو الإمام علي عليه السلام: «فإن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد والعدل وأرباب النظر، ومنهم تعلم الناس هذا الفن، تلامذته وأصحابه -يعني: الإمام علي عليه السلام- لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه، وأبوه تلميذه عليه السلام» فلو ادعى هذا القائل أن المعتزلة زيدية لكان له وجه، مع أنه غير صحيح،  هذا والإمام زيدٌ أكبر من واصل في العمر، فقد ولد الإمام زيد عليه السلام في 75 هجرية، وواصل في 80 هجرية، كما أنه عليه السلام أكثر علمًا وأعظم أثرًا من واصل، وقد كان واصل يقصد الإمام زيد عليه السلام بمسائله فقد وجد في مجموع رسائل الإمام زيد عليه السلام جوابٌ منه يجيب واصلًا عن مسألة في الخلافة، فكيف تصح دعوى تأثر المسئول بالسائل؟!

وأما التقارب بين الزيدية والحنفية فمرجعه إلى أن أبا حنيفة رحمه الله أخذ على جعفر الصادق عليه السلام، وكان يقول: «لولا السنتان لهلك النعمان» يريد بالسنتين التي أخذ فيها على جعفر، وهذا مشهور غير منكور.

وهذا الجواب حملًا منا لهذا القائل على السلامة، وإلا فالحقيقة أنا نعرف أن هذه المقالة قد لا تكون بريئة، وأنها شنشنة نعرفها من أخزم؛ إذ أن البعض قد لا يقصد بها إلا الطعن في الزيدية بعدم الأصالة، وأن مذاهبهم مستقاة من هنا وهناك، والبعض يقولها فرارًا من لزوم الحجة عليه، وكأنه لما رأى الأدلة القاضية بوجوب اتباع العترة المطهرة، وأنه ليس له في ترك اتباع العترة وجه، عمد إلى التشكيك في وجود مذهب للعترة رأسًا بأن جعل الزيدية تابعة غير متبوعة، فإذا قيل له: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا …إلخ)) قال: وأين العترة؟ فإذا قيل له: ها هم أولاء الزيدية، قال: هؤلاء معتزلة أو جارودية.

Loading