[هل للظروف تأثير في المسائل الاجتهادية]
السؤال
هل يمكن أن يكون للظروف والأحوال دخل في بعض المسائل الاجتهادية، مثل ما يروى عن الناصر الأطروش في الطلاق البدعي، والجمع بين الغسل والمسح، وبعض مسائل المواريث، وهل تكون بعض الظروف والأحوال وجهاً للترجيح؟
الجواب
الجواب: أن الظروف والأحوال كما تبدو لي على صور:
1- ظروف وأحوال تكون سبباً وعلة لأحكام مثل حالة السفر وحالة الخوف وحالة المرض، فمثل ذلك جعله الشارع عذراً في الترخص بترك بعض الواجبات الشرعية.
2- أن يكون العالم المجتهد في مجتمع على مذهب الشافعي أو مذهب مالك أو أبي حنيفة أو مذهب الإمامية، وذلك المجتمع يرى أنه في مذهبه على الحق والصواب، فإنه يباح للمجتهد في ذلك المجتمع أن يفتي الناس بمذهبهم، ويحكم فيما بينهم بمذهبهم، ويكون ذلك وجه ترجيح؛ لأن مخالفة ما ألفه الناس من المذاهب مما يستنكر عند العامة غاية الاستنكار، وقد يؤدي إلى عداوات ومفاسد كبيرة، وقد قال أهل المذهب: إن العامي يفتى بمذهب أهل جهته.
أما المجتهد فيعمل فيما يخص نفسه وذويه بمذهب نفسه في السر؛ أما فيما يظهر للناس فإن أمن الفساد فكذلك يعمل بمذهب نفسه، وإن خشي الفساد كأن ينفر منه الناس ويتهموه ولا يقبلوا منه، فيترك مذهب نفسه ويعدل إلى مذاهبهم، وهذا إذا كان العالم في ذلك المجتمع أسوة وقدوة يرجع إليه الناس ويأخذون عنه وينتفعون بعلمه.
أما إذا كان لأهل ذلك المجتمع قدوة غيره ولا يقبلون منه ولا يأخذون عنه، ولا هو بصدد الدعوة والإرشاد لهم، فلا ينبغي له ترك مذاهبه المخالفة لهم، وما ذكرنا هو في المسائل الفرعية الاجتهادية.
- تصنيفات الموقع