Skip to content

فائدة فيما يلحق الميت

المفتي:
السيد العلامة محمد بن عبدالله عوض المؤيدي
تاريخ النشر:
رقم الفتوى: 5546
عدد المشاهدات: 11
اطبع الفتوى:

السؤال

هل يلحق الميت شيء مما يتصدق به من بعده بنية الميت

الجواب

روي: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال: ((نعم))، متفق عليه، واللفظ لمسلم اهـ بلوغ المرام.
قلت: في هذا دليل على أنه يلحق الميت من ثواب الأعمال غير الثلاثة التي جاءت في الحديث: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث...)) إلخ، فيمكن الجمع بين الروايتين بأن نقول: الثواب الذي يلحق الميت قسمان:
1-قسم يلحقه باستحقاق. 2-قسم يلحقه من غير استحقاق بل بالتفضل.
فالثواب الذي يستحقّه الميت استحقاقاً ويلزم له وجوباً ولا ينقطع بموته- ثلاثة: عِلْم عَلَّمه، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، وبذلك جاءت السنة.
أما الثواب الذي يلحقه من غير استحقاق فلم ينقطع بموته، وذلك لاستواء الحياة والموت في حصوله عليه؛ لأنه يدركه ويحصل عليه بغير عملن فمثل هذا لا ينقطع بموته، وأمثلة ذلك كثيرة، منها: هذا الحديث، ومنها: حديث الملبي عن شبرمة، ومنها: استغفار المؤمنين لبعضهم البعض، وكذلك الدعاء للمؤمن بخير الآخرة.
يؤيد ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دعاء الأضحية: ((اللهم تقبَّل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد)) فإنه يدل على لحوق الثواب بغير وصية.
ومثل ذلك: ما أخرجه الدارقطني من حديث جابر أن رجلاً قال: يا رسول الله إنه كان لي أبوان أبرهما في حال حياتهما، فكيف لي ببرهما بعد موتهما؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك، وأن تصوم لهما مع صيامك)).

فتاوى أخرى