Skip to content

طلاق المصاب بمرض السكر أو نحوه

المفتي:
السيد العلامة محمد بن عبدالله عوض المؤيدي
تاريخ النشر:
رقم الفتوى: 7659
عدد المشاهدات: 161
اطبع الفتوى:

السؤال

رجل مصاب بمرض السكر والضغط وتضخم القلب، لذلك طلق امرأته أولاً ثم ثانياً ثم ثالثاً؛ فهل من حل لذلك، مع العلم أنا لو لم نكسر شوكة البندق لقتل من يعارضه من أولاده؟

الجواب

الجواب والله الموفق: مرض السكر والضغط إذا ذهب بعقل صاحبه فلا حكم لطلاقه في تلك الحال؛ لأنه حينئذ في حكم المجنون.
ويُعرف ذهاب عقله بأمور:
1-بتقرير الطبيب أن ذلك القدر من السكر والضغط يذهب بالعقل ويزيله.
2-أن يعمل المصاب بهذا المرض الأعمال التي يستحيي من فعلها العقلاء في العادة.
والدليل على صحة هذه العلامة أن العقل إنما سمي عقلاً -كما قيل- لأنه يعقل صاحبه من الإقدام على فعل ما لا ينبغي فعله.
وما لا ينبغي فعله ينقسم إلى قسمين: قسم يفعله العقلاء عند الغضب وحِدَّة الطبع: كالضرب وكسر أدوات المنزل ونحو ذلك، وقسم لا يفعله إلا المجانين: كالقتل وكشف العورة بين الملأ.
ومقصودنا هو القسم الثاني الذي لا يفعله إلا المجانين كالقتل وكشف العورة بين الملأ وما أشبه ذلك من الأفعال أو الأقوال، فإن صاحب السكر والضغط إذا بلغ إلى هذه المنزلة فقد زال عقله، وحينئذ فلا حكم لطلاقه وسائر تصرفاته.
فإن قيل: مرض الضغط والسكر ليس بجنون، وإنما هو ثوران الطبيعة واشتدادها من غير خلل في العقل.
قلنا: ثوران الطبيعة إذا بلغ إلى الحد الذي يضيع عنده العقل صار ذلك في حكم الجنون، فإن بقي للعقل سلطان فلا يصير في حكم المجنون، وفيما ذكرنا جاء حديث: ((لا طلاق في إغلاق)) رواه جمع من المحدثين، وقد فسر الإغلاق بأن يغلق على الإنسان قلبه فلا يقصد الكلام أو لا يعلم به، وقيل: ضيق الصدر وقلة الصبر، وقيل: الغضب، وقيل: الجنون، وقيل: الإكراه.
قلت: تدور هذه التفاسير حول معنى واحد هو: أن الإغلاق أن يتكلم الإنسان من غير قصد ولا معرفة بما يقول.

فتاوى أخرى