السؤال
إذا توضأ المسلم وتحرى في غسل أعضائه كلها وصلى، ثم رأى في آخر الوقت مثل النقطة من العجين أو نحوه في ساعده، فهل يلزمه إعادة الصلاة؛ لأنه لم يَصِلْ الماء إلى محل هذه النقطة
الجواب
الجواب والله الموفق: أن المسلم إذا توضأ كما أمره الله تعالى وصلى، ثم رأى في آخر الوقت مثل النقطة من العجين أو نحوه في ساعده لم يصل الماء تحتها- فالذي يظهر لي: أنه لا يلزمه غسل ذلك وإعادة الصلاة، وذلك:
1-أن أهل المذهب وغيرهم لم يلزموا المرأة بقلع ما تضعه في وجهها للزينة، مع أنه يحول دون وصول الماء إلى ما تحته، بل صحّحوا صلاتها، واستدلوا على ذلك بجري عادة المسلمين.
2-أنه ليس في وسع الإنسان أن يتحرّز من الخطأ والنسيان، ومن هنا قال تعالى: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب:5].
فإن قيل: لا يخرج المكلف من عهدة الأمر بالنسيان، بل لا بد في ذلك من فعله حتى يخرج من العهدة.
قلنا: ما نحن فيه قد فعل المكلف ما أمر به، وتتبع أثر العجين ونحوه من أعضائه وأزالها، وضلّ عنه مثل النقطة فلم يكتشفها إلا في آخر الوقت- فلم يكن حكمه حكم من نسي فعل ما أمر به بالكلية؛ إذ قد امتثل الأمر وتحرى واستقصى، وبهذا خرج من العهدة، وليس عليه جناح فيما وراءَ وسْعِهِ.
3- يقال لمن فعل كذلك: إنه غسل يديه إلى المرافق لغة وعرفاً، ومن هنا قلنا: إن مثل هذا الوضوء صحيح.
4- روي عن بعض أهل العلم: أن غسل أكثر العضو يجزي؛ بناءً على أن أهل اللغة ينزلون الأكثر من الشيء منزلة كله.
فإن قيل: روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلاً يصلي في المسجد فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا هذا، إني أرى عقب رجلك جافاً، فإن كنت أمسسته الماء فامضه))، فقال علي عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما معناه: (لو صلى هذا الرجل هكذا هل تكون صلاته صحيحة؟) فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا...)).
قلنا: الذي يترك عقب رجله مفرط في الطهارة ومتساهل ومقصـر؛ بخلاف ما نحن فيه؛ فإنه لم يكن منه شيء من ذلك
- تصنيفات الموقع