Skip to content

حكم النظر إلى محاسن المرأة الكافرة

المفتي:
السيد العلامة محمد بن عبدالله عوض المؤيدي
تاريخ النشر:
رقم الفتوى: 7620
عدد المشاهدات: 286
اطبع الفتوى:

السؤال

ما هو حكم النظر إلى محاسن المرأة الكافرة؟

الجواب

الجواب والله الموفق: قد أراد الله سبحانه وتعالى أن يسد الأبواب المؤدية إلى الفتنة، وأن يوصد منافذ الشيطان التي يأتي من خلالها ليوقع المكلفين في الحرام؛ فأمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم، وأمر تعالى المؤمنات بالعفة، ونهاهن عن إبداء زينتهن أمام الرجال الأجانب، ونهاهن عن الخضوع بالقول، وعن أن يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن، ونهى تعالى المسلمين عن دخول البيوت إلا بعد الاستئذان، وقال تعالى في سورة الأحزاب لأمهات المؤمنين: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب33]، وجاء من الحديث في هذا الباب شيء كثير، من ذلك حديث: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر بريداً إلا ومعها ذو رحم محرم)) أو كما قال.
ومن ذلك النهي عن أن يخلو الرجل بامرأة ليست له بذات محرم، ومن ذلك حديث: ((النساء عي وعورات فاستروا عيهن بالسكوت، وعوراتهن بالبيوت))، وحديث: ((لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليس لك الثانية)) وغير ذلك كثير.
فالمقصود من كل هذه التعاليم التي جاءت في الكتاب والسنة هو سد أبواب الفتن ودواعي الشهوة.
إذا عرفت ذلك فاعلم أن النظر إلى المرأة الكافرة إذا أثار الشهوة وكان سبباً للوقوع في الفتنة فإنه يحرم، ولا شك أن النظر كما جاء في الأثر سهم من سهام إبليس، وقد قال فيها الشعراء والحكماء، قال الشاعر:
نظرة فابتسامة فسلام
فكلام فموعد فلقاء

نعم إذا أمن المسلم على نفسه من ثوران الشهوة، والوقوع في الفتنة جاز له النظر إلى الكافرة والفاسقة المتهتكة، ومثل ذلك النظر إلى الأمة المملوكة، ويلحق بذلك النظر إلى الصور المعروضة على شاشات التلفزيون.
فإن قلت: النظر إلى شاشات التلفزيون لا يتسبب في الوقوع في الفتنة؛ لأن الصورة المعروضة بعيدة عن الناظر لا يمكنه الوصول إليها.
قلنا: إذا تسبب النظر إلى صور النساء ومحاسنهن إلى ثوران الشهوة المؤدية إلى الوقوع في الحرام فإنه يحرم النظر، لا فرق بين أن يكون فعل الحرام مع صاحبة الصورة أو مع غيرها.

فتاوى أخرى