السؤال
سؤال عن العزل وعن استعمال علاج منع الحمل هل ذلك جائز أم لا؟
الجواب
الجواب والله الموفق: أن الظاهر أن ذلك جائز؛ وذلك أن الأدلة التي جاءت في القرآن إنما حرمت قتل الأولاد ووأدهم، والنطفة لا تسمى ولداً، ولا يسمى إفسادها قتلاً.
ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ12 ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ13 ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ14﴾ [المؤمنون].
فإذا لم ينفخ فيه الروح فإفساده جائز، ولا يسمى قتلاً، وذلك في حال كونه نطفة أو علقة أو مضغة.
والقتل هو إزهاق روح ذي الروح، ولا روح فيما ذكرنا، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها. انتهى من الشفاء، وأصول الأحكام.
وفي أصول الأحكام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أذن في العزل.
وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ذكرها في تتمة الاعتصام.
وذكر في رواية عن علي عليه السلام أنه قال في العزل: (هو الوأد الخفي، فلا تقربوا ذلك)، ذُكِرَت في أمالي أحمد بن عيسى.
ورواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رواها الستة إلا البخاري وفيها: أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن العزل، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ذلك الوأد الخفي)).
قال صاحب التتمة: قلت وبالله التوفيق: هذه الأخبار بعضها حاظر وبعضها مبيح، ومع التعارض تحمل على الكراهة جمعاً بينها، والله أعلم. اهـ.
- تصنيفات الموقع