[ حكم الجمال التي لا يحفظها أصحابها فتأكل الزرع]
السؤال
معنا مزارع نزرع فيها الذرة وفي الموسم تأتي جِمَال البدو وتشغلنا كثيراً ولا يردها جدار عن الزرع ولا غيره، ونحتاج إلى تعب وحراسة، وقد تدخل مع ذلك، ولها ذكاء فطري حتى أنها تتحين فترات الغفلة مثل آخر الليل أو غيره، وبعضها يصعب قبضه بعد أن يأكل المزارع ويدوسها، بل يهرب.وعندما نقبض شيئاً منها فإننا نُغَرِّم صاحبه حق الأكل ويسمى (فُقْلَة) أي: تقدير ما أكله، ولكننا أيضاً نطالبهم بأكثر مما أكل من الأمطاء وغيرها مقابل تعبنا وسهرنا وطرّادنا حتى نقبض عليها؛ لأن أصحابها إذا لم نقبض عليها لا يأتون لإبعادها عنا، ولا يعترفون بأكلها، وهم بدوٌ أجلاف لا ينفع معهم الجميل، مع العلم أنا لو تركناها بدون حراسة لأهلكت الكثير الكثير.وأيضاً ليس لهؤلاء البدو حق في الرعي عندنا فهو محجر خاص بنا نمنع منه حتى أغنامهم، ومعهم بجنب بلادهم مثله يمنعونا منه. وقد ربطنا بعضها وجاء صاحبه وطلبنا منه بندق (رباخ) بالحق؛ فماطل وتملص حتى كنا في صلاة الجمعة فذهب ونقض جمله وهرب به، وهنا أتوجه بهذه الأسئلة:
س ١ – هل يجوز لنا إضافة غرامة عليهم لأجل التعب والسهر والحراسة والطراد لجمالهم، مع أن بإمكانهم إبعادها في شعوب وأودية بعيدة؟
س ٢ – هل لنا ربطها وعلافتها ثم تثمين العلافة بالأيام بمبلغ معقول مثلاً اليوم ألف وخمسمائة مقابل علفه وشربه والانتباه له؟
س ٣ – هذا الذي غرَّنا ونقض جمله، هل لنا تحميله غرامة العيب لأنه تجرأ، ولو صادف مع حمقى لربما أدى إلى القتال، ولأجل ردعه وغيره من مثل هذا التصرف، أم أن إلزامه بما يسمى بحق العيب قبلياً لا يجوز؟
الجواب
الجواب:
١ - لا يجوز إضافة أية غرامة زائدة على ما أكلته وأفسدته الجمال، وإذا تمرد أصحاب الجمال عن حفظها ولم تتمكنوا من ردهم عن تمردهم بالقبيلة أو بالدولة أو .... ؛ فإنه يجوز لكم أن تضعوا في طريقها حفيرة مغطاة بشيء من القش والتراب، بحيث إذا وطئها الجمل ذهبت يده أو رجله فيها فلا يستطيع إخراجها، وهكذا تصنعون في كل طريق تسلكها الجمال إلى زرعكم، ثم تتركوها إلى أن يأتي أهلها لخلاصها، ولا يلزمكم في هذا الصنيع ضمان ولا إثم.
٢ - لكم ربطها وعليكم علافتها، ولكم ثمن العلافة لا غير بالثمن المعتاد.
٣ - ليس لكم تحميل الناقض جمله غرامة العيب، وليس لكم ردعه، إنما ذلك من أعمال أهل الولاية، والحل هو ما ذكرنا أولاً وهو أن تجعلوا في طريقها ما يحمل أهلها على حفظها خوفاً عليها.
📘 من ثمار (العلم والحكمة فتاوى، وفوائد )
للسيد العلامة الحجة محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله
- تصنيفات الموقع