Skip to content

السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة

المفتي:
السيد العلامة محمد بن عبدالله عوض المؤيدي
تاريخ النشر:
رقم الفتوى: 5426
عدد المشاهدات: 8
اطبع الفتوى:

السؤال

لماذا لم يذكر أهل المذهب التسليم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة، بل ذكروا الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحدها، مع أن الأمر جاء بالاثنين معاً في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا56﴾ [الأحزاب]؟

الجواب

الجواب والله الموفق: أن الذي ظهر لي -والله أعلم- أن السلام له موارد ومواطن يقال فيها، فيسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجالسه، وفي بيته، وحيثما صادفه المسلمون، وكذلك يسلم عليه في قبره، ويبعث له بالسلام حيًّا وميتًا، وهذه هي المواطن التي يتأكد فيها السلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم.

وليست الصلاة من المواضع التي يتأكد فيها السلام؛ فاقتصر فيها بالصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ الأمر فيها متأكد على الحاضر والغائب.

ولأن السلام تحية، ولا تحية على الغائب ومن في حكمه.

نعم، قد ذكر أهل المذهب السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك في صفة التشهد الذي رواه الهادي عليه السلام وهو (التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)..إلخ.

هذا، وقد يقال: إنه يغني ذكر الصلاة عن السلام، وكذلك العكس، فالمشهور عن الصحابة أنهم كانوا إذا أقبلوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: السلام عليك يا رسول الله، وكانوا يقولون في موضع آخر: الأمر كذا وكذا يا رسول الله صلى الله عليك، فيكتفون بواحد من الأمرين.

هذا، وفي حديث جبريل: ((ومن ذكرت عنده ولم يصل عليك...)) ولم يذكر السلام.

ويشهد لما قلنا: أن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبه إذا عرض ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك في صحيفة زين العابدين، وكذلك الحال في كلام الأئمة المتقدمين كالهادي وجده ومن تقدمهما: يكتفون بأحد الأمرين عن الآخر، وهذا في الغالب.

هذا، مع أن المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تعليمه كيفية الصلاة عليه في الصلاة هو ما ذكره أهل المذهب، وليس فيه ذكر السلام وهو: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد))، والرواية بهذه الكيفية مشهورة عند الجميع من الشيعة والسنة.

فتاوى أخرى