ممّن رثى الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي(ع) السيّد العلامة الحسين بن يحيى بن الحسين محمد ¦، فقال:
أَيَا مغرورُ تَخدعُكَ الأَماني تَبيتُ قَريرَ عينٍ في ابتهاجٍ وإن أصبحتَ يومًا في سرورٍ كداهيةِ الربوعِ دهتْ مساءًا فَقَدْنا خيرَ أهلِ الأرضِ طُرّا وأشرف مَن رقى أعلا المراقي وأعلمهم بما أوحاه ربي وكان حياتُهُ تسعين عامًا وعشـرًا بعد تلك من الليالي له الألبابُ قد ذهلتْ وتاهت لئن ذرفتْ له العينانِ قيحًا لَحُقَّ لها وإنْ عَمِيْتْ عليه وإنْ أَفَلَ النُّجوم له وغابت لكان بذا وهذين حقيقًا مصابٌ عَمَّنا شرقًا وغربًا مصابُ الدينِ ليس له نظيرٌ فوا أسفا فهل يُجدي فـؤا أثار مصابُهُ حزنًا دفينًا فمجدُ الدين كان لنا ضياءًا وشمسًا في النهار وفي الليالي تغيب في ثرا ضحيان نورٌ فباطنها بكوكبنا منيرٌ لئن أَفَلَتْ وغابَتْ في ثراها فنورُ لوامع الأنوار يزهو إذا خِفْتَ الهلاك غدًا فزرها تغيّب شخصُهُ وهُدَاه باقٍ وعمَّ الشامَ والأقطار طرّا وصلّى عليه بعد أبيه طه وبارك ما تعاقبت الليالي وعترته وأسكننا جميعًا | وتأتيك الدَّواهي في ثواني وشأن الصبح بعد الليل ثاني دهتك الليلَ سالبةُ الجنان فَثُلْمَتُهَا على إنسٍ وجانِ وأزكى من تلا السَّبْعَ المثاني ومَن خطَّ الصحائف بالبنان وما ضَمَّتْ عليه الدّفَّتانِ وستة ثم آبَ إلى الجِنان وغادرها إلى الحور الحسان لهذا الرزء قاصيها وداني وأغرق من دميها الوجنتان وصارت لا ترى رأي العيانِ وأكْسَف في سماها النيِّران لأنَّ الخطبَ شأنٌ أيّ شان وأظلم أُفْقُنَا في ذا الزمانِ يماثل أو يشابه أو يُداني دي التَّأسف والتحسّـر والأماني وحزنًا بعد حزنٍ قد دهاني وشمسَ الحقِّ ساطعةَ البيانِ لأهل الحقِّ مشـرقةَ المعاني فطاب وطاب تربةُ ذا المكان وظاهرها كَسِيْفِ النور قانِ وأقفرتِ المنازلُ والمباني وتحفته ومجموع البيان ففي طيَّاتها سبل الجنانِ ونوَّر نورُهُ القُطْرَ اليماني هدايته لمرتادِ الأمانِ وسلَّم ربُّنا أبد الزمان وأرسى في سماها الفرقدانِ وشيعته غدًا غرفَ الجنانِ |
ورثاه السيد العلامة عبد الرحمن بن حسين شايم المؤيدي ¦، فقال:
خَطْبٌ أحالَ الدَّمْعَ لونًا أَحمرا خَطْبٌ أَلَمَّ فكلُّ خَطْبٍ دونَهُ خَطْبٌ أَثارَ النَّارَ في وسطِ الحَشَا فلِموت مولانا الإمامِ تَصَدَّعَتْ ولِموت مولانا الإمام تَنَكَّسَتْ ولموت مولانا أميرِ المؤمنــيـ ولِموت مجد الدين حقًّا أَكْسَفَتْ من للعلوم يخوض في غمراتها ويهد من شُبَه النَّوَاصِب أُسَّهَا و يشيد عمراناً لآل محـمـد آهٍ لمجد الدين إنَّ مَمَاتَهُ آهٍ وما آهٍ بـــنافعةٍ لـــنا رزءٌ على الإسلام هدّ مناره ما كنتُ أَحْسِبُ أنَّ يَوْمَكَ سَابِقٌ لو كنت تفدى كان نفسـي فدية أو كان يشـري عمره لشـريته من ذاك بعدك للمشاكل إن عرت من ذا لطلاب الشـريعة فيصلاً من ذاك بعدك مرشداً و معلماً عجز النساء بأن يجئن بواحدٍ عجز الزمان بأن يجيء بمثله عَمِهَ الأُوْلَى لَمْ يَسْتَبِيْنُوا فَضْلَهُ ضل الذي في بغضه متسـرع آهٍ لمصرع خير من وطئ الحصـى لكنه حُكْم المهيمن رَبِّنَا يا شيعة المولى الإمام تصبروا وامشوا على نهج الإمام وهديه ولكم بطـه المصطفى خير الأسى وبجعفـر و بحمزة وبفـاطم وبآل طــه كلهم أهل التقى صلى عليهم ربهم خلاقهم وعلى الفقيد صلاته وسلامه وجزا محبيه بخير جزائه | وأَثار وجدًا في النُّفوسِ وحَيَّرَا ملأ القلوب تحزناً وتحسرا وأتا بأَمْرٍ هولُهُ عَمَّ الورى شمُّ الشَّوامخِ من منيفات الذرا أعلام أهل الفضل مما قد جرا ـن السابقِ المفضالِ لم أذقِ الكرا شَمْسُ الفضائل قد عَرَاها مَاْ عَرَا ويبين الحق الصـريح الأنورا؟ ويزيلُ ما صنع الشقي وعَمَّرا ويقيم بالتدليل صرحاً نيرا ثلم لدين محمد لن يجبرا أضحت رزيتنا أجلّ وأخطرا ورمى إلى قلب اليقين فدمرا بل كنت أرضى أن أموت فأقبرا لأبي الحسين لكي يعيش و يعمرا لكن قضاء الله طاف و بكرا وغدت إلى الأقوام صاباً ممقرا بالاجتهاد مفصلاً ومفسـرا ولعلم أهل البيت صار مقررا مثل الإمام نزاهةً و تطهرا أبداً ولن تلق له مثلاً يرى نفضوا من الأيدي وثيقات العرى ويل له مما جناه و زورا في عصرنا، وإمام مَن فوق الثَّرى صبراً و إن كَبُر المصاب و دمَّرا ولروحه فاتلوا الكتاب النيرا نهجاً لأهل البيت لن يتغيرا والمرتضـى الكرار أعني حيدرا وبولدها أعني شبير وشبرا حلوا اليفاع ففضلهم لن ينكرا مادامت الدنيا وما القاري قرا وجزاه جنته و نهراً كوثرا وحباهم الله النعيم الأوفرا |
ورثاه السيد العلامة الحسن بن محمد الفيشي رحمه الله تعالى، فقال:
مَنْ ذَاكَ بَعْدَكَ فِي مَقَامِ الْهَادِي حَمَلَ الْرِّسَالَةَ، وَاصْطَفَاكَ لِحَمْلِهَا وَلِذَا غَدَوْتَ زَعِيْمَ آلِ مُحَمَّدٍ يَا آيةَ الرَّحْمَنِ فِي اليَمَنِ التَّي بالْعِلْمِ وَالإيِمَانِ أَعْظَمِ مِنْحَةٍ شُدْتَ الْمَعَاهِدَ فِي الْبِلادِ، فأَينَمَا وَتُوَاصِلُ التَّدْرِيْسَ فَوْقَ أَوَانِهِ وَجَعَلْتَهُ بالرَّمْزِ لَمَّا أَنْ وَنَى خُضْتَ الْمَعَارِفَ قَضَّهَا وَقَضِيْضَهَا سِرْتَ الْمَسِيْرَةَ كُلَّهَا بِبَسَالَةٍ وَنَقَدْتَ مَا نَقَدَ النَّوابِغُ، وَارْتَأوا، وكذاكَ عِتْرَةُ أَحْمَدٍ، نَفْسِـي الفِدَا حَمَلوا الرؤوسَ عَلَى الأَكُفِّ، وَقَـدَّمُوا الـ تَرَكُوا الْحُظُوظَ الفَانِيَاتِ، وشمَّرُوا ماَ هَمَّهُمْ زحْفُ الزَّحُوْفِ وَلا انْثَنَوا هِيْبَتْ جَلالَتُهُمْ، وَخِيْفَ عَطَاؤهَا وَرَأَوا إِبَادَةَ أَصْلِهَا أَدْنَى لَهُمْ نَهَلُوا وَعَلَّوا بِيْضَهُمْ وَرِمَاحَهُمْ فَقَفَوْتَهُمْ فِي النَّهْجِ، لا مُتَشَكِّكًا فَيَدٌ تَشُدُّ تُرَاثَهُمْ فَوْقَ السُّهَا ولَكَمْ عَرَفْنَا مِنْكَ أيَّ رِسَالَةٍ وَلَكَمْ نَقَضْتَ عُقَودَ مَا قَدْ أَبْرَمَتْ بِمَهَارَةِ الفَطِنِ اللَبِيْبِ، وَعَزْمَةِ الـرَّ فَأتَاكَ يَومُكَ، والْحِمَى مُسْتَعطفٌ وَخَلَتْ رُبُوعُكَ مِن فَيالقِ أُمَّةٍ غاب الْمَزورُ فغابَ عنها وفدُها ومِنَ الْمُهَوِّنِ للأَسَى فِي يَوْمِنَا مِثْلُ الشَّدَائِدِ إِنْ تَدَّرَجَ وَقْعُهَا اللَّهُ أَكْبَرُ، هَلْ لَنَا مِنْ قَائِدٍ؟ اللَّهُ أَكْبَرُ، هَلْ لَنَا مِنْ ذَائِدٍ؟ اللَّهُ أَكْبَرُ، هَلْ لَنَا مِنْ مُرْشِدٍ؟ يَا بَا حُسَيْنٍ، لا بَعُدْتَ، فَعِنْدَنا لِلَوَامِعِ الأَنْوَارِ مِنْكَ هِدَايَةٌ وَكَذَا جَوَامِعُ مَا جَمَعْتَ لِنَيْلِهَا رُحْمَاكَ يا رَبَّاهُ قَدْ بَلَغَ الزُّبَى فَأَنِلْهُ فَضَلاً لا مَدَى لِحُدُوْدِهِ واحْفَظْ مِنَ الأُخدُوْدِ روحَ نَسِيمِهِ وَعَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ بَعْدَ مُحَمَّدٍ | إِذْ كُنْتَ أَنْتَ إِمَامَ ذَاكَ النَّادي بالعَدْلِ وَالتَّوحِيْدِ وَالإرْشَادِ وَلِسَانَهُمْ فِي الْنَّشْـرِ وَالإعْدَادِ خُصَّتْ بأزْكَى عُدَّةٍ وَعَتَادِ تَسْمُو بِهَا فِي عَالَمِ الإِسْعَادِ عرَّسْتَ فِيْهِ يَغصُّ بالأَمْجَادِ بِتَعَطُّشٍ، وَتَلَذُّذٍ، وَوِدَادِ عَنْهُ اللِّسانُ بِشَـرْحِ كُلِّ مُرَادِ وعَلَوْتَ فِي الأَغْوَارِ والأَنْجَادِ طَرَدَتْ جُمُوعَ الدَّسِّ وَالإِلْحَادِ فَنَسَفَتْ غِشَّ مَعَايِرِ النُّقَّادِ قَامُوا بِكُلِّ هِدَايَةٍ وَرَشَادِ أَجْسَادَ للسَّيَّافِ وَالْجَلَّادِ لِلْبَاقِيَاتِ عَوَائِدًا وَبَوَادِي عمَّا حَمَوهُ لِرَائِحٍ أَوْ غَادِي فَتَدَاعَتِ الأَعْدَاءُ بِالأَعْدَادِ مُتَنَاوَلاً مِنْ فَائِتٍ الأَبْعَادِ تَحْتَ الْكُلَى، وَحَوَاضِنِ الأَكْبَادِ أَوْ هَائِبًا مِنْ نَاصِبٍ مُتَمَادِي وَيَدٌ تَهُدُّ مَعَاقِلَ الْحُسَّادِ أنهتْ صَدَى مُتَرَسِلِيْنَ حِدَادِ أَيْدٍ، تَشُوبُ صَلاحَهَا بِفَسَادِ أَيِ الْمُصِيْبِ، عَصَفْتَ بِالرُّوَادِ غَوْثَ الإِلَهِ بِسُـرْعَةِ الإنَجَادِ جَعَلَتْ ثَرَاهَا مَجْمَعَ الأَعْيَادِ فَكَأنَّمَا كَانُوا عَلَى مِيِعَادِ بُعْدُ التَّلاقِي، خُطَّةُ الأَوْلادِ يَهُنِ الأَشَدُّ بِقَدْرِ ذَاكَ الْعَادِي لِلَحَاقِ مَنْ زَانُوا التُّقَى بِجِهادِ عَنْ وِرْدِ مَوْبُوءِ العِدَاةِ الصَّادِي يَسـري بِنَا فِي مَأْمَنٍ وَسَدَادِ ذِكْرَاكَ فِي الإِصْدَارِ وَالإِيْرَادِ لِلْحَائِرِيْنَ، وَغَايَةُ الإِمْدَادِ مَدٌّ عَلَى الأَعْلامِ وَالأَوْهَادِ جَلَلٌ لِمَجْدِ الدِّيْنِ خَيْرِ عِمَادِ وَاخْلُفْهُ بِالأَقْطَابِ وَالأَوْتَادِ وَعَبِيْر صَعْدَةَ، نُزْهَةُ الرُّوُّادِ عَيْنِ الوجُودِ، وَآلِهِ الأَطْوَادِ |
ورثاه أيضًا السيد العلامة أبو جعفر محمد بن يحيى بن الحسين بن محمد حفظه الله تعالى، فقال:
أيّها الغافلون عن كلِّ كَرْبٍ غاب نجم الهدى بأفق السماء مات خيرُ الأنام في العصـر هذا مات بحر العلوم في كلِّ فنٍّ قدوةٌ مرجعٌ إمامٌ عظيمٌ ذاك من اسمه يطابق معناه مجدُ دين الإله مَن جدَّد الدين مجد دين النبي وابن سمي المصطفى لا أرى الحزنَ كافيًا لذوِ الدين رحمة الله والصلاة عليه وسلامٌ على أبي الحسنين عترة المصطفى وقدوة مولانا عظَّم اللَّهُ أجرنا وذويه نحن لله في الحياة، وفي الموت وصلاة مع السَّلام على المختار | وابتلاءٍ ومحنةٍ وقضاء تاركًا نور علمه كالضياء حجة الله سيد العلماء نجم آل الرسول والأتقياء آية الله نسل أهل الكساء ومن وصفه لغير خفاء وأحيا شرائع الأنبياء نسل سيد الأوصياء عليه، ولا كثير البكاء وعلى روحه مع الشهداء وعلى والديه أهل الوفاء ومنهم أنوار مجد الهداء وحبانا بالصبر في الابتلاء إليه الرجوعُ يوم الجزاء والآلِ عترة أصفياء |
ورثاه أيضًا السيد العلامة محمد بن عبد الله عوض المؤيدي الضحياني حفظه الله تعالى، فقال:
تَزَلْزَلَ عرشُ الدين، وانْهَارَ جانبه وجاشت جيوشُ الحُزْنِ تنعي فقيدَها وأظلمت الأرجا، وغارت نجومُها هو المجد مجد الدين قامت بسعيه تَصَعَّدَ في العَلْيَا وَطَارَ إِلَى العُلَا هو الحجّةُ الكبرى التي شاع نورُها لسانُ رسولِ الله في فِيْه ناطقٌ هو العَيْبَةُ الكُبْرَى لِعلْم محمدٍ هو الذُّرْوةُ العليا، ورأسُ سَنَامِهَا خليفةُ وحي الله، وابنُ صَفِيِّه هو الغايةُ القصوى لكلِّ فضيلةٍ هو الفارسُ السَّبَّاقُ في كلِّ غايةٍ هو النور والفرقان والشمس والضحى وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشا وصلَّى عليه الله بعد محمدٍ | ولَم يَبْقَ غَيْرُ الرَّسْمِ تُتْلَى عَجَائِبُهْ وَهَاجَتْ وَمَاجَتْ واستجاشتْ كتائبُهْ لسلطان دين الله إذ مات صاحبُهْ معالم دين الله، واشتدَّ جانبُهْ تصافحه برج السما وكواكبُهْ يحيط به النَّاموس، فالكلُّ راهبُهْ وأخلاقُهُ فيه، وفيه مناقبُهْ وينبوعُ عِلْمٍ لا تغورُ غرائبُهْ هو الزَّاخر التيَّار تصفو مشاربُهْ ورحمته العظمى تشنُّ سحائبهْ هو الشَّامة البيضاء تزهو جوانبُهْ وبابُ فنونِ العلم يغشاه طالبُهْ ولقمان والكهف الأمين مساربُهْ وربُّك يختار الذي هو راهبُهْ وعترتِه ما لاح في الأُفْقِ ثاقبُهْ |