كُتِبَ على ضريح الإمام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي(ع)، بقلم السيد العلامة محمد بن عبد الله عوض المؤيدي الضحياني حفظه الله تعالى، ما لفظه:
لِلَّهِ مِنْ قَبْرٍ تَسَامَى واشْتَهَرْ وَبَنَتْ بِسَاحَتِهِ السَّكِيْنَةُ عَرْشَهَا نَادَى عَبِيْقُ الْمِسْكِ فِيْهِ بأنَّهُ يَا قَبْرُ فِيْكَ الْمَجْدُ مَجْدُ الدِّيْنِ فَافْـ فِيْكَ الْخِلافَةُ قَضُّهَا وَقَضِيْضُهَا وَقَعِيْرُ بَحْرِ الْعِلْمِ غَابَ هَدِيْرُهُ وَلَوَامِعُ الأَنْوَارِ فِيْكَ، وَرَعْدُهَا يَا قَبْرُ كَيْفَ وَسِعْتَ مَا غَطَّى السَّمَا ضَحْيَانُ تَزْهُو بِالضَّـرِيْحِ وَتَنْتَشِـي الشَّمْسُ وَدَّتْ لَوْ تَشُدُّ رِحَالَهَا وَالشَّوْقُ سَاقَ النَّاسَ نَحْوَكَ كَي يَزو حَيْثُ الْجَزَاءُ مُظَلّلٌ لِلزَّائرِيْـ وَعَلَيْكَ سَلَّمَ رَبُّنَا بَعَدَ النَّبيـ | وَتَعَاظَمَتْ فِيْهِ الفَخَامَةُ وَالْكِبَرْ وَالرَّوْحُ وَالرَّيْحَانُ خَيَّمَ وَاسْتَقَرْ مُتَوَافِقٌ خُبْرُ الفَقِيْدِ مَعَ الْخَبَرْ خَرْ مَا تَشَاءُ، وَنَادِ يَالَلمُفْتَخَرْ وَسَنَامُهَا الْعَالِي، وَذِرْوَتُهَا الأَغَرّ وَتَطَامَنَتْ أَمْوَاجُهُ وَهَدَا وَقَرْ وَسَحَائِبُ الْغَيْثِ الْمُبَارَكِ وَالْمَطَرْ بَلْ كَيْفَ غَابَ البَحْرُ فِيْكَ وَمَا غَمَرْ؟ وتُنَافِسُ الْمُدنَ الشَّهِيْرَةَ وَالْهِجَرْ وَتَزُورُ قَبْرَكَ، وَالْكَواكِبُ وَالقَمَرْ روا مَا تَرَاكَمَ مِنْ عَجَائِبِكَ الغُرَرْ ـنَ، وَوَعْدُ رَبِّي قَدْ مَضَـى فِيْهِ القَدَرْ ـيي، وآلِهِ الأَطْهَارِ سَاداتِ البَشَـرْ |
هاهنا اختفَتْ مَعَالِمُ الخِلَافةِ والوَصِيَّة، والدَّعوةِ المحمديَّة، وأَلقى عَصاهُ هنا رأَسُ العِترة، وإمامُ الفَتْرَة، ولبُّ اللباب، وخليفةُ النَّبيِّ والكتابِ، وسَكَنَتْ هنا شَقاشِقُ الحِكْمَةِ والعبقريَّة، واسْتَرَاحَ هنا كَاهلُ الدِّينِ الأَعظم، وسَنامُهُ الأَفخم، بعد أنْ تربَّعَ عَلَى عَرْشِ الدِّيْنِ والعِلْم، وأَخَذَ بزِمَامِ سُلطانِ العِلْمِ ودَوْلتِهِ أَكثرَ من نِصْفِ قَرْنٍ، فجدَّد اللَّهُ به مَعالِمَ الدِّيْنِ وشَرائعَه، وأَحيا به ما مَاتَ، وَرَدَّ بسَعْيِهِ ما فَاتَ، فهو خِيْرَةُ اللَّهِ في القَدَرِ الماضي، وصَفْوَتُهُ لتجديدِ الدِّينِ في رأَسِ هذا القَرْن، ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، فسلامُ اللَّه عليكَ يا من زَاْحَمْتَ بِمَنْكبَيْكَ الكواكب، ونَطَحَتَ بهامَتِكَ النُّجومَ الثواقب، وبَلَغْتَ الغايةَ القصوى في المكارمِ والفضائلِ والمناقِب، والسَّلامُ عليكَ يا من أَسْلَسَتْ له كلُّ العلومِ قِيادَها، وأَسْلَمَتْ إليه الحكمةُ والعبقريَّةُ زِمَامَها، ورَكَعَتْ له أَسْفارُ المَعَارِف، وسَجَدَ له عِلْمُ اللسان، وخَدَمَهُ عِلْمُ البلاغةِ والبَيَان، والسَّلامُ عليكَ يا إمامَ العلماء، وسيَّدَ العارفين، السَّلامُ عليك ورحمة الله وبركاته. ثم ذكر نسبه الشريف وتاريخ مولده ووفاته(ع)، وبعده: قضى عمره كلّه في العلم والعمل، لا يَشْغَلُهُ شَاغِلٌ عن ذلك ولا يَلْتَفِتُ إلى سواه إلاّ ما تدعو إليه الضَّرُورَةُ القُصْوَى، فجزاه الله خير الجزاء، وصلى الله وسلم على سَيِّدنا محمد وآله أجمعين. انتهى.