Skip to content

خبر المنزلة

تاريخ النشر: سبتمبر 28, 2025
رقم المقالة: 13322
عدد المشاهدات: ...

وخبر المنزلة الذي قال فيه صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله: ((فما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))( ) هكذا لفظ رواية الإمام الأعظم زيد بن علي %.
وقال الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام، وفيه يقول ÷: ((علي مني بمَنْزِلَةِ هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، وفي ذلك دليل على أنه قد أوجب له ما كان يجب لهارون مع موسى ما خلا النبوة، وهارون صلى الله عليه فقد كان يستحقّ مقام موسى، وكان شريكه في كلّ أمره، وكان أولى الناس بمقامه، وفي ذلك ما يقول موسى # حين سأل ذا الجلال والإكرام فقال: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي29 هَارُونَ أَخِي30 اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي31 وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي32 كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا33 وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا34 إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا35} [طه:29-35]، فقال سبحانه: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى} [طه:36]، انتهى.
وهو كذلك متواتر معلوم، قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسناداً من غير رواية الشيعة وأهل البيت.
وقال الحاكم الحسكاني: هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد. ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد، ومسلم من فوق سبع طرق، ورواه البخاري، وعلى الجملة الأمر كما قال الإمام الحجة عبدالله بن حمزة #: والخبر مما علم ضرورة، انتهى.
وقال ابن حجر في فتح الباري: واستدُلّ بحديث المنزلة على استحقاق علي ¥ للخلافة دون غيره من الصحابة.
وقال الطيبي: معنى الحديث تتصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى، وفيه تشبيه مبهم، بيّنَه بقوله: إلا أنه لا نبي بعدي، فعرف أن الإتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة، بل من جهة ما دونها وهو الخلافة..إلخ.
وقال ابن حجر المكي – في شرح قول صاحب الهمزية:
ووزير ابن عمِّه في المعالي
ومن الأهل تسعد الوزراءُ

  • ما لفظه: وقد وردت فيه بمعناها على وجه أبلغ من لفظها، وهو قوله #: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) فإنَّ هذه الوزارة المستفادة من هذا أخصّ من مُطْلَقِ الوِزَارَةِ، ومن ثمَّة أخذ منها الشيعة أنها تفيدُ النصَّ أنه الخليفة بعده، وهو كذلك، ثم ذكر ما يؤيّد هذه الوزارة الخاصة من أن النبي آخاه دون غيره، وأرسله مؤدياً لبراءة، واستخلفه بمكة عند الهجرة، ثم ذكر الوجه الذي هو عنده مانع من النص على الخلافة، وهو موت هارون في حياة موسى..إلخ. وهو لا يفيد ما ذكره، إذ قد ثبت الإستحقاق، ولا يبطله موته قبله وذلك واضح، وكفى في الرد قوله: إلا أنه لا نبيّ بَعْدِي.
    ومن انقاد لِحُكْمِ الضّرورة، وسَلَّمَ لقضاء الفطرة علم ما عنى الله ورسوله بهذه الآيات الربانية، والأخبار النبوية، وقد قرّر الأئمة الهداة، الدلالات فيها بما لا مزيد عليه، وقد وردت النصوص المتطابقة على لسان سيد المرسلين ÷ في أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، وإمام المتقين، وأنه أخوه ووصيه ووزيره ووارثه، وولي كل مؤمن من بعده، وباب مدينة علمه، وعيبة علمه، ودار الحكمة، وراية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام الأولياء.
    وأن رسول الله ÷ المنذر وهو الهادي، به يهتدي المهتدون من بعده، وأن أذنه الأذن الواعية، وأنه لو كان من بعده نبي لكان إياه، وأنه الأنزع البطين، وأنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وأنه أبو ذريته، وأنه خلق من نوره ومن شجرته، وأنه أول من آمن به، وأول من يصافحه، وأنه المؤدي دينه ومنجز وعده، والمقاتل على سنته، والمقاتل على تأويل القرآن كما قاتل على تنزيله، وقاتِل الناكثين والقاسطين والمارقين، وباب علمه، وأن الحق معه، والحق على لسانه، والقرآن معه وهو مع القرآن، وأنه المسمع لهم صوته، والهادي لمن اتبعه، وأن من اعتصم به أخذ بحبل الله، ومن تركه مَرَقَ من دين الله، ومن تخلف عنه مَحَقَهُ الله، ومن ترك ولايته أضلّه الله، ومن أخذ بولايته هداه الله، ومن فارقه فارق الرسول، ومن فارقه فارق الله، وأنّ حربَه حربُه وسِلْمَهُ سِلْمُه، وسِرّه سِرّه وعلانيته علانيته، ومن أحبّه أحبّه، ومن أبغضه أبغضه، ومن سبّه فقد سبّه، وأن طاعة علي طاعة الرسول وطاعتَه طاعة الله، وأنه لا يرد عن هدى ولا يدل على ردى، وباب الرسول الذي يؤتى منه، والمبين للأمة ما اختلفوا فيه وما أرسل به، وأن الله يُثَبّتُ لسانه ويهدي قلبه، وأن من أحب أن يحيا حياة رسول الله ويموت مماته ويدخل الجنة التي وعده ربه فليتولّ علياً وذريته من بعده، وأنه أولهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية، وأنه أقدمهم سلماً، وأعظمهم حلماً، وأكثرهم علماً، وأنه سيّد العرب، وسيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة، وأنه منه بمنزلة رأسه من بدنه، والرسول منه وهو منه وجبريل # قال: وهو منهما، ولا يؤدي عنه إلا هو أو علي، وأنه كنفسه، وأنه ورسول الله ÷ حجة على الأمة يوم القيامة، وأنه إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، وأن الله جعله يحب المساكين ويرضى بهم أتباعاً ويرضون به إماماً.
    قال صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله: ((فطوبى لمن اتبعك، وصدقَ فيك، وويل لمن أبغضك، وكذب عليك))( ). وقال ÷ مقسماً برب هذه البنية: إن هذا وشيعته الفائزون يوم القيامة، وأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، وأنه أحب الخلق إلى الله وإليه، وأن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريته في صلب علي، وأنه يكسى إذا كسي، ويحيا إذا حيي، وأنه عانقه ÷ وقبّل ما بين عينيه، فقال العباس: أتحبه؟ فقال له: ((يا عمِّ، والله للهُ أشدّ حباً له مني))، وأنه يقدم على الله وشيعته راضين مرضيين ويقدم عدوه غضاباً مقمحين، وأن من مات على عهد رسول الله ÷ فهو في كنز الله، ومن مات على عهد علي فقد قضى نحبه، ومن مات يحبه بعد موته ختم الله له بالأمن والإيمان.
    فهذه قطرة من أمطار، ومجّة من بحار، ولمعة من أنوار، مما نقلته الأمة عمن لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وحي يوحى، ولكلّ واحد منها طرق وشواهد يضيق البحث عنها، وقد رواها الولي والعدوّ، والحق ما شهدت به الأعداء( ).
    وقد أخرج الله من بين الكاتِمَيْنِ ما ملأ الخافِقَيْنِ، وقد قال حفّاظ محدّثي العامة لما بهرهم ما رووه، كأحمد بن حنبل، وإسماعيل القاضي، والنسائي، والنيسابوري: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي، ولم يرد في حق أحد من الصحابة ما ورد فيه. رواه عنهم الحافظ ابن حجر في فتح الباري بمعناه، ولفظه في الجزء السابع: لم يَرِدْ في حقّ أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء لعلي..إلخ. وقال: وقد روينا عن الإمام أحمد بن حنبل، قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب( ).
    وقال البيهقي في سياق الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم: وأما أن علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب كان على الحق، والدليل عليه قوله ÷: ((اللهم أدر الحق معه حيث دار)). وقال: ((من اتَّخَذ علياً إماماً لدينه فقد اسْتَمْسَكَ بالعروة الوثقى في دينه ونفسه)). ومثل كلامه بلفظه قاله الرازي في مفاتيح الغيب ( ).
    وروى ابن الجوزي في تاريخه أن الإمام أحمد بن حنبل قال: إن علياً لم تزنه الخلافة ولكنه زانها..إلى آخره. وقال في شرح النهج: واعلم أن أمير المؤمنين لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه الله إياها، واختصه بها وساعدته فصحاء العرب كافة لم يبلغوا مِعْشَارَ ما نَطَقَ به الرسول الصادق ÷ في أمره، ولست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة كخبر الغدير، والمنزلة، وقصة براءة، وخبر المناجاة، وقصة خيبر، وخبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة، ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصة التي رواها فيه أئمة الحديث، انتهى.
    والوارد فيه عن الله ورسوله منه ما يفيد الولاية والإمامة، ومنه ما يفيد الوصاية، كما أخرج ذلك علماء الأمة، وقد ألّف القاضي محمد الشوكاني كتاباً في إثبات الوصاية العقد الثمين وغيره، ومنه ما يفيد أن الحق معه. جعلنا الله ممن اعتصم بحبل الله، والتزم بكتاب الله وسنة رسوله ÷ في كل قول وعمل.

وخبر المنزلة الذي قال فيه صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله: ((فما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))( ) هكذا لفظ رواية الإمام الأعظم زيد بن

وخبر المنزلة الذي قال فيه صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله: ((فما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))( ) هكذا لفظ رواية الإمام الأعظم زيد بن علي %.
وقال الإمام الهادي إلى الحق # في الأحكام، وفيه يقول ÷: ((علي مني بمَنْزِلَةِ هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، وفي ذلك دليل على أنه قد أوجب له ما كان يجب لهارون مع موسى ما خلا النبوة، وهارون صلى الله عليه فقد كان يستحقّ مقام موسى، وكان شريكه في كلّ أمره، وكان أولى الناس بمقامه، وفي ذلك ما يقول موسى # حين سأل ذا الجلال والإكرام فقال: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي29 هَارُونَ أَخِي30 اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي31 وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي32 كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا33 وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا34 إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا35} [طه:29-35]، فقال سبحانه: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى} [طه:36]، انتهى.
وهو كذلك متواتر معلوم، قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسناداً من غير رواية الشيعة وأهل البيت.
وقال الحاكم الحسكاني: هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد. ورواه في مسند أحمد بعشرة أسانيد، ومسلم من فوق سبع طرق، ورواه البخاري، وعلى الجملة الأمر كما قال الإمام الحجة عبدالله بن حمزة #: والخبر مما علم ضرورة، انتهى.
وقال ابن حجر في فتح الباري: واستدُلّ بحديث المنزلة على استحقاق علي ¥ للخلافة دون غيره من الصحابة.
وقال الطيبي: معنى الحديث تتصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى، وفيه تشبيه مبهم، بيّنَه بقوله: إلا أنه لا نبي بعدي، فعرف أن الإتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة، بل من جهة ما دونها وهو الخلافة..إلخ.
وقال ابن حجر المكي – في شرح قول صاحب الهمزية:
ووزير ابن عمِّه في المعالي
ومن الأهل تسعد الوزراءُ

  • ما لفظه: وقد وردت فيه بمعناها على وجه أبلغ من لفظها، وهو قوله #: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) فإنَّ هذه الوزارة المستفادة من هذا أخصّ من مُطْلَقِ الوِزَارَةِ، ومن ثمَّة أخذ منها الشيعة أنها تفيدُ النصَّ أنه الخليفة بعده، وهو كذلك، ثم ذكر ما يؤيّد هذه الوزارة الخاصة من أن النبي آخاه دون غيره، وأرسله مؤدياً لبراءة، واستخلفه بمكة عند الهجرة، ثم ذكر الوجه الذي هو عنده مانع من النص على الخلافة، وهو موت هارون في حياة موسى..إلخ. وهو لا يفيد ما ذكره، إذ قد ثبت الإستحقاق، ولا يبطله موته قبله وذلك واضح، وكفى في الرد قوله: إلا أنه لا نبيّ بَعْدِي.
    ومن انقاد لِحُكْمِ الضّرورة، وسَلَّمَ لقضاء الفطرة علم ما عنى الله ورسوله بهذه الآيات الربانية، والأخبار النبوية، وقد قرّر الأئمة الهداة، الدلالات فيها بما لا مزيد عليه، وقد وردت النصوص المتطابقة على لسان سيد المرسلين ÷ في أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين، وإمام المتقين، وأنه أخوه ووصيه ووزيره ووارثه، وولي كل مؤمن من بعده، وباب مدينة علمه، وعيبة علمه، ودار الحكمة، وراية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام الأولياء.
    وأن رسول الله ÷ المنذر وهو الهادي، به يهتدي المهتدون من بعده، وأن أذنه الأذن الواعية، وأنه لو كان من بعده نبي لكان إياه، وأنه الأنزع البطين، وأنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وأنه أبو ذريته، وأنه خلق من نوره ومن شجرته، وأنه أول من آمن به، وأول من يصافحه، وأنه المؤدي دينه ومنجز وعده، والمقاتل على سنته، والمقاتل على تأويل القرآن كما قاتل على تنزيله، وقاتِل الناكثين والقاسطين والمارقين، وباب علمه، وأن الحق معه، والحق على لسانه، والقرآن معه وهو مع القرآن، وأنه المسمع لهم صوته، والهادي لمن اتبعه، وأن من اعتصم به أخذ بحبل الله، ومن تركه مَرَقَ من دين الله، ومن تخلف عنه مَحَقَهُ الله، ومن ترك ولايته أضلّه الله، ومن أخذ بولايته هداه الله، ومن فارقه فارق الرسول، ومن فارقه فارق الله، وأنّ حربَه حربُه وسِلْمَهُ سِلْمُه، وسِرّه سِرّه وعلانيته علانيته، ومن أحبّه أحبّه، ومن أبغضه أبغضه، ومن سبّه فقد سبّه، وأن طاعة علي طاعة الرسول وطاعتَه طاعة الله، وأنه لا يرد عن هدى ولا يدل على ردى، وباب الرسول الذي يؤتى منه، والمبين للأمة ما اختلفوا فيه وما أرسل به، وأن الله يُثَبّتُ لسانه ويهدي قلبه، وأن من أحب أن يحيا حياة رسول الله ويموت مماته ويدخل الجنة التي وعده ربه فليتولّ علياً وذريته من بعده، وأنه أولهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية، وأنه أقدمهم سلماً، وأعظمهم حلماً، وأكثرهم علماً، وأنه سيّد العرب، وسيّد في الدنيا وسيّد في الآخرة، وأنه منه بمنزلة رأسه من بدنه، والرسول منه وهو منه وجبريل # قال: وهو منهما، ولا يؤدي عنه إلا هو أو علي، وأنه كنفسه، وأنه ورسول الله ÷ حجة على الأمة يوم القيامة، وأنه إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، وأن الله جعله يحب المساكين ويرضى بهم أتباعاً ويرضون به إماماً.
    قال صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله: ((فطوبى لمن اتبعك، وصدقَ فيك، وويل لمن أبغضك، وكذب عليك))( ). وقال ÷ مقسماً برب هذه البنية: إن هذا وشيعته الفائزون يوم القيامة، وأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، وأنه أحب الخلق إلى الله وإليه، وأن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريته في صلب علي، وأنه يكسى إذا كسي، ويحيا إذا حيي، وأنه عانقه ÷ وقبّل ما بين عينيه، فقال العباس: أتحبه؟ فقال له: ((يا عمِّ، والله للهُ أشدّ حباً له مني))، وأنه يقدم على الله وشيعته راضين مرضيين ويقدم عدوه غضاباً مقمحين، وأن من مات على عهد رسول الله ÷ فهو في كنز الله، ومن مات على عهد علي فقد قضى نحبه، ومن مات يحبه بعد موته ختم الله له بالأمن والإيمان.
    فهذه قطرة من أمطار، ومجّة من بحار، ولمعة من أنوار، مما نقلته الأمة عمن لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وحي يوحى، ولكلّ واحد منها طرق وشواهد يضيق البحث عنها، وقد رواها الولي والعدوّ، والحق ما شهدت به الأعداء( ).
    وقد أخرج الله من بين الكاتِمَيْنِ ما ملأ الخافِقَيْنِ، وقد قال حفّاظ محدّثي العامة لما بهرهم ما رووه، كأحمد بن حنبل، وإسماعيل القاضي، والنسائي، والنيسابوري: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي، ولم يرد في حق أحد من الصحابة ما ورد فيه. رواه عنهم الحافظ ابن حجر في فتح الباري بمعناه، ولفظه في الجزء السابع: لم يَرِدْ في حقّ أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء لعلي..إلخ. وقال: وقد روينا عن الإمام أحمد بن حنبل، قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب( ).
    وقال البيهقي في سياق الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم: وأما أن علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب كان على الحق، والدليل عليه قوله ÷: ((اللهم أدر الحق معه حيث دار)). وقال: ((من اتَّخَذ علياً إماماً لدينه فقد اسْتَمْسَكَ بالعروة الوثقى في دينه ونفسه)). ومثل كلامه بلفظه قاله الرازي في مفاتيح الغيب ( ).
    وروى ابن الجوزي في تاريخه أن الإمام أحمد بن حنبل قال: إن علياً لم تزنه الخلافة ولكنه زانها..إلى آخره. وقال في شرح النهج: واعلم أن أمير المؤمنين لو فخر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه الله إياها، واختصه بها وساعدته فصحاء العرب كافة لم يبلغوا مِعْشَارَ ما نَطَقَ به الرسول الصادق ÷ في أمره، ولست أعني بذلك الأخبار العامة الشائعة كخبر الغدير، والمنزلة، وقصة براءة، وخبر المناجاة، وقصة خيبر، وخبر الدار بمكة في ابتداء الدعوة، ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصة التي رواها فيه أئمة الحديث، انتهى.
    والوارد فيه عن الله ورسوله منه ما يفيد الولاية والإمامة، ومنه ما يفيد الوصاية، كما أخرج ذلك علماء الأمة، وقد ألّف القاضي محمد الشوكاني كتاباً في إثبات الوصاية العقد الثمين وغيره، ومنه ما يفيد أن الحق معه. جعلنا الله ممن اعتصم بحبل الله، والتزم بكتاب الله وسنة رسوله ÷ في كل قول وعمل.

وخبر المنزلة الذي قال فيه صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله: ((فما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))( ) هكذا لفظ رواية الإمام الأعظم زيد بن

مقالات أخرى