Skip to content

خبر الغدير

تاريخ النشر: سبتمبر 27, 2025
رقم المقالة: 13318
عدد المشاهدات: ...

وإلى خبر الغدير الذي خطب به الرسول ÷ في حجة الوداع بمشهد الجمع الكثير، والجم الغفير، في ذلك اليوم الذي أنزل الله تعالى فيه على الأصحّ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3]، قال إمام اليمن يحيى بن الحسين # في الأحكام: وفيه أنزل الله على رسوله: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67]، إلى أن قال: فنزل تحت الدوحة مكانه وجمع الناس، ثم قال: ((يا أيها الناس ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: اللهم اشهد، ثم قال: اللهم اشهد، ثم قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره)) انتهى([1]).

وقد خطب الحجيجَ صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله بخطبة كُبْرى، روى كل منها ما حفظ.

قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: هذا الخبر قد بلغ حدّ التواتر، وليس لخبر من الأخبار ما له من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق.

وقال السيد جمال الدين الهادي بن إبراهيم الوزير: من أنكر خبر الغدير فقد أنكر ما علم من الدين ضرورة؛ لأن العلم به كالعلم بمكة وشبهها، فالمنكر سوفسطائي. وقال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً، انتهى.

وقد أخرجه محمد بن جرير الطبري من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب الولاية، وذكره الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة من مائة وخمس طرق، وقد ذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري.

قال المقبلي في الأبحاث – مع أن حاله معلوم -: إن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم، انتهى. وقال ابن حجر في الصواعق: رواه ثلاثون من الصحابة، وفيه: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله..إلخ.

وروى ابن حجر العسقلاني خبر الغدير عن سبعة وعشرين صحابياً، ثم قال: غير الروايات المجملة، مثل: اثني عشر، ثلاثة عشر، جمع من الصحابة، وثلاثين رجلاً. وعدّه السيوطي من الأحاديث المتواترة، وقال الذهبي: بهرتني طرقه فقطعت به.

وقد أشار الإمام شرف الدين # في القصص الحق إلى تكرره في غير المقام كما هو معلوم، وإلى قول الذهبي بهرتني طرقه..إلخ، بقوله بعد ذكر الصحابة:

وكلُّهم عندنا عَدْلٌ رِضَىً ثَقَةٌ
إلا أُناساً جَرَى من بعدِهِ لهم
.. إلى قوله:
 حَتْمٌ محبَّتُه حتْمٌ تولِّيْهِ
أَحْدَاثُ سوءٍ وماتُوا في أثانِيْهِ

ما قُلْتُ إلا الذي قَدْ قالَ خَالِقُنَا
فكلّ حَادِثَةٍ في الدِّين قد وَرَدَتْ
في مُحْكَمِ الذِّكْرِ والنّقْلِ الصّحِيْحِ عن الـ
.. إلى قوله:
 في ذِكْرِهِ أوْ رَسُوْلُ اللهِ حَاكِيْهِ
وَفِتْنَةٍ وامْتِحَانٍ من أَعَادِيْهِ
ـرسول في لفظ تَنْصِيْصٍ وتَنْبِيْهِ

مِنْ مِثْلِ ما كانَ في حَجِّ الوَدَاعِ وفي
وهو الحديث اليقين الكَون قَدْ قَطَعَتْ
أَبَانَ في فَضْلِهِ من كان خالقنا

 يوم الغَدِيْرِ الذيْ أَضْحَى يُثَنِّيْهِ
بكونه فِرْقَةٌ كانَتْ تُوَهِّيْهِ
له يوالي ومن هذا يُعَادِيْهِ

  وقال المقبلي في الإتحاف: وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي، عن بريدة..إلى قوله: فقال ÷: ((يا بريدة ألسْتُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلتُ: بلى يا رسول الله. قال: من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه))، وبهذا الحديث، وما في معناه تحتج الشيعة على أن ((مولى)) بمعنى: أولى؛ لأن النبي ÷ دلّ مساق كلامه أنه سوّاه بنفسه، وإلا لما كان لمقدمة قوله: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم معنى.

… إلى قوله: ومن أشهر ما في الباب خبر غدير خم.

وقد عزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى أحمد بن حنبل، والحاكم، وابن أبي شيبة، والطبراني، وابن ماجه، وابن قانع، والترمذي، والنسائي، والمقدسي، وابن أبي عاصم، والشيرازي، وابن عقدة، وأبي نعيم، وابن حبان، والخطيب، ذلك من حديث ابن عباس، وبريدة، والبراء بن عازب، وعمر، وحبشي بن جنادة، وأبي الطفيل، وزيد بن أرقم، وجرير البجلي، وجندب الأنصاري، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد، وأبي أيوب، ومالك بن الحويرث، وحبيب بن بُديل، وقيس بن ثابت، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وأبي هريرة، وطلحة، وأنس، وعمرو بن مرة.

إلى أن قال: لا أوضح من هذا الدليل رواية ودلالة على أن علياً أولى بالمؤمنين من أنفسهم، انتهى باختصار.


([1])- الأحكام: 1/ 37 ـ 38، وللمزيد حول هذا الخبر ومخرّجيه انظر البحث المستوفى في كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي(ع)، ج1/ ص 37/ط1، ج1/ص 67/ط2، ج1 ص 73 وما بعدها، ط3.

وإلى خبر الغدير الذي خطب به الرسول ÷ في حجة الوداع بمشهد الجمع الكثير، والجم الغفير، في ذلك اليوم الذي أنزل الله تعالى فيه على الأصحّ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3]، قال إمام اليمن يحيى بن الحسين # في الأحكام: وفيه أنزل الله على رسوله: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:67]، إلى أن قال: فنزل تحت الدوحة مكانه وجمع الناس، ثم قال: ((يا أيها الناس ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: اللهم اشهد، ثم قال: اللهم اشهد، ثم قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره)) انتهى([1]).

وقد خطب الحجيجَ صَلَواتُ الله عَلَيْه وآله بخطبة كُبْرى، روى كل منها ما حفظ.

قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: هذا الخبر قد بلغ حدّ التواتر، وليس لخبر من الأخبار ما له من كثرة الطرق، وطرقه مائة وخمس طرق.

وقال السيد جمال الدين الهادي بن إبراهيم الوزير: من أنكر خبر الغدير فقد أنكر ما علم من الدين ضرورة؛ لأن العلم به كالعلم بمكة وشبهها، فالمنكر سوفسطائي. وقال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: إن حديث الغدير يروى بمائة طريق وثلاث وخمسين طريقاً، انتهى.

وقد أخرجه محمد بن جرير الطبري من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سمّاه كتاب الولاية، وذكره الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة من مائة وخمس طرق، وقد ذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري.

قال المقبلي في الأبحاث – مع أن حاله معلوم -: إن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم، انتهى. وقال ابن حجر في الصواعق: رواه ثلاثون من الصحابة، وفيه: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله..إلخ.

وروى ابن حجر العسقلاني خبر الغدير عن سبعة وعشرين صحابياً، ثم قال: غير الروايات المجملة، مثل: اثني عشر، ثلاثة عشر، جمع من الصحابة، وثلاثين رجلاً. وعدّه السيوطي من الأحاديث المتواترة، وقال الذهبي: بهرتني طرقه فقطعت به.

وقد أشار الإمام شرف الدين # في القصص الحق إلى تكرره في غير المقام كما هو معلوم، وإلى قول الذهبي بهرتني طرقه..إلخ، بقوله بعد ذكر الصحابة:

وكلُّهم عندنا عَدْلٌ رِضَىً ثَقَةٌ
إلا أُناساً جَرَى من بعدِهِ لهم
.. إلى قوله:
 حَتْمٌ محبَّتُه حتْمٌ تولِّيْهِ
أَحْدَاثُ سوءٍ وماتُوا في أثانِيْهِ

ما قُلْتُ إلا الذي قَدْ قالَ خَالِقُنَا
فكلّ حَادِثَةٍ في الدِّين قد وَرَدَتْ
في مُحْكَمِ الذِّكْرِ والنّقْلِ الصّحِيْحِ عن الـ
.. إلى قوله:
 في ذِكْرِهِ أوْ رَسُوْلُ اللهِ حَاكِيْهِ
وَفِتْنَةٍ وامْتِحَانٍ من أَعَادِيْهِ
ـرسول في لفظ تَنْصِيْصٍ وتَنْبِيْهِ

مِنْ مِثْلِ ما كانَ في حَجِّ الوَدَاعِ وفي
وهو الحديث اليقين الكَون قَدْ قَطَعَتْ
أَبَانَ في فَضْلِهِ من كان خالقنا

 يوم الغَدِيْرِ الذيْ أَضْحَى يُثَنِّيْهِ
بكونه فِرْقَةٌ كانَتْ تُوَهِّيْهِ
له يوالي ومن هذا يُعَادِيْهِ

  وقال المقبلي في الإتحاف: وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي، عن بريدة..إلى قوله: فقال ÷: ((يا بريدة ألسْتُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلتُ: بلى يا رسول الله. قال: من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه))، وبهذا الحديث، وما في معناه تحتج الشيعة على أن ((مولى)) بمعنى: أولى؛ لأن النبي ÷ دلّ مساق كلامه أنه سوّاه بنفسه، وإلا لما كان لمقدمة قوله: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم معنى.

… إلى قوله: ومن أشهر ما في الباب خبر غدير خم.

وقد عزاه السيوطي في الجامع الكبير إلى أحمد بن حنبل، والحاكم، وابن أبي شيبة، والطبراني، وابن ماجه، وابن قانع، والترمذي، والنسائي، والمقدسي، وابن أبي عاصم، والشيرازي، وابن عقدة، وأبي نعيم، وابن حبان، والخطيب، ذلك من حديث ابن عباس، وبريدة، والبراء بن عازب، وعمر، وحبشي بن جنادة، وأبي الطفيل، وزيد بن أرقم، وجرير البجلي، وجندب الأنصاري، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن أسيد، وأبي أيوب، ومالك بن الحويرث، وحبيب بن بُديل، وقيس بن ثابت، وعلي بن أبي طالب، وابن عمر، وأبي هريرة، وطلحة، وأنس، وعمرو بن مرة.

إلى أن قال: لا أوضح من هذا الدليل رواية ودلالة على أن علياً أولى بالمؤمنين من أنفسهم، انتهى باختصار.


([1])- الأحكام: 1/ 37 ـ 38، وللمزيد حول هذا الخبر ومخرّجيه انظر البحث المستوفى في كتاب لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار لوالدنا الإمام الحجّة مجدالدين بن محمد المؤيدي(ع)، ج1/ ص 37/ط1، ج1/ص 67/ط2، ج1 ص 73 وما بعدها، ط3.

مقالات أخرى