ومن حُجَجِ الله المنيرة فيه وفي العترة المطهّرة من الآيات الكريمة: آية المباهلة، وهي قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ61} [آل عمران]، وقد أجمعت الأمة على أنه لم يَدْعُ غير الوصي وابنيه وفاطمة ¢ فقد جعل الله علياً نفس الرسول بنصّ القرآن، والحسنين ولدي نبيئه بمحكم الفرقان، وحكم ذريتهم حكمهم، {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الطور:21]، {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال:75]، وأبان الله تعالى فضلهم على كافة البرية إذ خصهم سبحانه من بين أهل الأرض ذات الطول والعرض.
قال الإمام المنصور بالله # في هذا الموضع: فكيف يجوز لنفس أن تتقدم على نفس رسول الله ÷…إلى أن قال: وكم من آية يمرّون عليها وهم عنها معرضون([1])، {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ43} [العنكبوت:43]، انتهى.
وممن روى حديث المباهلة فيهم: الحسن، والشعبي، والزمخشري، والبيضاوي، والرازي، وأبو السعود.
ومن ألفاظ الرواية ما رواه الحاكم في المستدرك عن عامر بن سعد، وقال: حديث صحيح، لما نزل قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا..}إلخ، دعا رسول الله ÷ علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال: ((اللهم هؤلاء أهلي)).
وأخرجه مسلم في صحيحه، وأحمد بن حنبل عن غير واحد من أصحاب رسول الله ÷، والتابعين.
وقال الحاكم أبو القاسم في حديثه عن عامر، قال: لما نزل قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا…إلخ} رواه مسلم والترمذي، قال في الكشاف: وقدّمهم في الذكر على النفس لينبّه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم، ولِيُؤْذِنَ بأنهم مُقَدّمون على الأنفس مُفَدَّون بها، وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء %، وفيه برهان واضح على صحّة نبوة النبي ÷، والبحث مستوفى في لوامع الأنوار.
([1])ـ هذه ليست بآية، وإنما اقتباس من قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ ءَايَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ [يوسف105]. تمت من المؤلف(ع).