ولد أسعده الله في 26 شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، بالرضمة من جبل (برط) دار هجرة والده الأولى لما انتقل إلى هنالك من هجرة ضحيان صعدة، مع من ارْتَحَلَ من العلماء الأعلام إلى مقام الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني الحوثي، لاستقرار الإمام هنالك، وقيامه بواجب الدعوة ونشر العلم الشريف، رغم استيلاء الأتراك على أكثر قطر اليمن.
ووالده هو المولى السيد العلامة العابد الزكي محمد بن منصور بن أحمد المؤيدي رضي الله عنه، المتوفى في جمادى الأولى سنة ستين وثلاثمائة وألف بمدينة صعدة، كان لا يُجَارَى في فضل، ولا يُسَامَى في نُبْل، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
ووالدته هي الشريفة الطاهرة النجيبة الزاهرة، حَلِيْفَةُ العبادة والزَّكا أمة الله بنت الإمام المهدي المذكور آنفاً. فشبّ المؤلف زاده الله شرفاً بين هذه الأسرة الكريمة، وعليه رقابة عين العناية القدسيّة، وتوجيهات العواطف الروحانية الأبوية، فَدَرَجَ بين أحضان البيئة العربية، والتربية الهاشميّة العلويّة، يتلقّى المواهب الفِطْرِيَّةَ السَّنِيَّةَ، وفتوحات الطموح إلى المعالي والعبقريّة، فصفت سَرِيْرَتُه، وخَلُصَتْ عن كل شائبةٍ سجيّتُه، وانطبعت نَفْسُه بمبادئ الخلاصة المصطفاة، ومقوّمات السعادة والصراحة في ذات الله، وطهرت طفولته الغضّة عن أوضارِ لِدَاته، وحاز المُثُلَ العليا في عنفوان حياته، وربّ صغير قوم كبير قوم آخرين، فنبغَ منه مثقّف مؤيّد، ومقوم مُسَدّد، مُؤَهَّلٌ للمكرمات، مرشّح للكمالات، وقد اسْتَزَادَ من ظروفه المحيطة، ولمحاته الصادقة الحديدة؛ عِلْماً إلى فَهْمٍ، وتصميماً في الجدّ والعزم، كي يلحق برَكْبِه